LBCI
LBCI

لا دينَ لداعشْ

رأي حر
2014-08-21 | 11:52
مشاهدات عالية
شارك
LBCI
شارك
LBCI
Whatsapp
facebook
Twitter
Messenger
telegram
telegram
print
لا دينَ لداعشْ
Whatsapp
facebook
Twitter
Messenger
telegram
telegram
print
4min
لا دينَ لداعشْ
في الدراسة التي نُشرت من يومين في مجلة التليغراف، يقول البروفسور  أيان روبرتسون: بعدما قام متشددو الدولة الاسلامية في العراق وسوريا بقتل آلاف الكفار وسبي نسائهم وأطفالهم،أصبح الكثيرون في الغرب يميلون لتفسير أنّ تلك الوحشية هي نتاج للفكر الأصولي الإسلامي. غير أنه بعد اجتياح البوسنة في 11 يوليو 1995،وقيام قوات صرب البوسنة،المسيحيين ظاهريا بذبح 8000 من مسلمي البوسنة في سربرنيتشا بدم بارد،وبعد الإبادة الجماعية التي قام بها الهوتو ضد التوتسي في رواندا،وقتل الخمير الحمر في كمبوديا،والإبادة الجماعية النازية لليهود والغجر والمعوقين...لا تزال قائمة الوحشية طويلة ومسيرة للاكتئاب.
والسؤال إذن،ما هي أصول تلك الوحشية بعد أن اتضح لنا أنّه لا يمكننا إرجاع ذلك الى دين واحد أو إيديولوجية بعينها؟
ويرجع البروفسور هذه الوحشيات الى خمسة بنود علمية نوردها منقولة وبتصرف واختصار.
 
1-الوحشية تولّد الوحشية.


فالوحشية في التعامل تولّد الهمجية عند الناس وكذلك قسوة التعامل والتعذيب والإذلال تصنع من الضحايا مسوخا بشرية،وأبرز الأدلة وأحدثها ما يحدث من قتل في العديد من الدول العربية التي مرت بالانتفاضات.

2-الذوبان في المجموعة.

حين تنهار الدولة وينهار معها النظام والقانون والمجتمع المدني يبقى الحل الأوحد للبقاء هو المجموعة والتي تتكون بناء على اعتبارات دينية وعنصرية وقبلية وعشائرية،حيث يصبح البقاء قائما على الأمن المتبادل الذي تؤمّنه المجموعة.
تصبح التصرّفات لا تعبر عن الشخص بقدر ما هي مظهر من مظاهر المجموعة،وحينذاك يمكن أن يقوم الشخص بأشياء رهيبة وتغدو الجماعات أكثر وحشية من أي فرد وحده.
ولأن الهوية الفردية تكون ذائبة إلى حدّ كبير في هوية المجموعة،يصبح الفرد أكثر استعداد للتضحية بنفسه في المعركة،أو القيام بالتفجيرات الانتحارية،لأنه عندما يذوب الفرد في المجموعة فإنه سيعيش من خلالها حتى إذا مات كفرد.
وعندما يكون الناس معا،ترتفع مستويات الأوكسيتوسين في الدم وهرمون التستوستيرون،ومن المعروف أن هذين الهرمونين يرفعان المزاج أكثر من الكوكايين والكحول وينشطان الأعمال العدوانية ضمن المجموعة،بحيث يرى الفرد كل من هو خارج المجموعة كأشياء  لا كبشر.
نرى ذلك في  شبيبة داعش وهم على شاحناتهم يلوحون بالأعلام السوداء تعلو وجوههم ابتسامات النصر وقبضاتهم مرفوعة عاليا بعد أن انتهوا لتوّهم من ذبح من يرونه كفارا غير مسلمين.

3-اعتبار من هم خارج المجموعة كائنات مختلفة.

وهذا ما يفسّر المذابح بين السنّة والشيعة في العراق وسوريا،فالمجموعات التي تنشأ على أساس ديني تحمل درجة من العدوان ضد خصومهم أكثر من المجموعات غير المصنّفة على أساس ديني.

4- الانتقام.


وهو عند العرب بخاصة له قيمة في ثقافتهم. وهو عموما دوّامة من الوحشية المتابدلة لا تنتهي.

5- القادة.

الناس تفعل أشياء وحشية إذا قال لهم قادتهم أنه من المقبول أن يفعلوا ذلك. وقد ارتكب الجنود السوفيات عمليات الاغتصاب الجماعي عندما غزوا ألمانيا عام 1945 لأن القادة الكبار طلبوا منهم ذلك. كما ذبحت داعش المسيحيين واليزيديين لأن قادتهم أخبروهم أن هذا هو الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله.
من المنطلق العلمي البحت ومن استعراض التاريخ البشري بكل عوراته نرى أن القتل والتوحش ليسا سمة دين أو عرق بل سمة بشرية بشعة ،نستعرض أبطالها من زمن قايين وهابيل حتى عصرنا الحاضر ليتظهّر لنا هذا المخلوق العجيب الغريب الذي هو نحن والذي وصفه القرآن بالأكثر جدلا أي تعقيدا في تناقضاته،فهو الوحش الكاسر الزنديق الظالم المتألّه وهو الشاعر البطل الحالم القديس والعاشق...
و نفسه الذي قال فيه ربّه : ونفس وما سوّاها فألهمها فجورها وتقواها...قد أفلح من زكّاها وقد خاب من دسّاها..
نحن مأمورون أن نزكّيها دائما في عمل لا ينقطع وأن نحارب ونلعن من يدسّيها.. في جهاد لا ينتهي... وهذا هو الجهاد الأكبر لكل البشرية في هذه الحياة على الأرض.

حسين الجسر

 
 
*** إن الآراء الواردة في النص تعبّر عن وجهة نظر كاتبها وبالتالي فإن موقع الـ LBCI  لا يتحمّل تبعات ما قد يترتب عنها قانوناً.
 
*حفاظاً على حقوق الملكية الفكرية يرجى عدم نسخ ما يزيد عن 20 في المئة من مضمون الخبر مع ذكر اسم موقع الـ LBCI Lebanon News الالكتروني وارفاقه برابط الخبر Hyperlink تحت طائلة الملاحقة القانونية




رأي حر

لداعشْ

LBCI التالي
سعيد عقل- سياسته حقه ... وشعره حقنا
إشترك لمشاهدة الفيديوهات عبر الانترنت
إشترك
حمل الآن تطبيق LBCI للهواتف المحمولة
للإطلاع على أخر الأخبار أحدث البرامج اليومية في لبنان والعالم
Google Play
App Store
We use
cookies
We use cookies to make
your experience on this
website better.
Accept
Learn More