هذه الليلة ، المقدِّمة لا تحتاج إلى عناءٍ كبير لأنها مكتوبة بألسنة وزراء ونواب مهما اجتهد القلم فإنه لن يجد ما هو أبرع فضائحيًا مما سمِع الناس اليوم وشاهدوا ...
من مقدِّمة الليلة على لسان النائب نقولا فتوش : " قلتُ لمنال : غصبن عن رقبتك ستقومين بالمعاملة ، وليس هناك ضرب أو أي محاولة ضرب " ، ربما فات سعادة النائب أن العنف الكلامي هو أكثر إيلامًا من العنف الجسدي ، هذا إذا كان صحيحًا أنه لم يمارس العنف الجسدي ، وهو بالتأكيد يعرف المادة 383 عقوبات التي ورد فيها : " التحقير بالكلام والحركات او التهديد الذي يوجَّه إلى موظّف في اثناء قيامه بالوظيفة ، يعاقَب عليه بالحبس مدة لا تزيد عن ستة اشهر ".
ومن مقدِّمة الليلة على لسان الوزير وائل بو فاعور ، هذا الكَم الفضائحي من الفساد : وجدنا مأوى لا يصلح للبشر .
في إحدى المؤسسات لا يوجد سوى عشرة مرضى فيما جرى تسجيل اسماء الموظفين .
في إحدى المؤسسات وجدنا أربعةَ اسرَّة فيما أُعلِن عن وجود أحد عشر مريضًا .
إنها السلطة بين ساحة النجمة والسرايا,التي تترنَّح بين الفساد والفضيحة ، وهي تأتي في ظرفٍ بالغ التعقيد بين مجلسٍ نيابي تنتهي ولايته الممدَّدة بعد أقل من شهر ، ورئاسة جمهورية تؤشر كل المعطيات الى ان الشغور فيها سيستمر.
ولكن قبل كل هذه التفاصيل ، البداية من مكان آخر ، من حيث العملية النوعية التي قام بها الجيش اللبناني في بلدة عاصون في الضنية والتي عاد منها بصيدٍ ثمين .