ربط الكثيرون منذ فترةٍ طويلةٍ شرب ما يقارب النصف لتر من الحليب يومياً بخفض خطر الإصابة بترقّق العظام على المدى الطويل... لكن دراسة سويدية جديدة أتت لتثبت العكس تماماً، كيف؟
احتلت نتائج دراسة أجريت في قسم علوم الجراحة في جامعة سويدية تدعى "أوبسالا" (تأسّست في العام 1477) عناوين الصحف العالمية في الأيام الأخيرة بعد أن أظهرت أنّ تناول ثلاثة أكوابٍ من الحليبِ يومياً أي ما يقارب 700 ملليلتراً قد يزيدُ من نسبة الوفاة المبكرة بعكس ما كنّا نظن.
ويقول الباحثون الذين أجروا هذه الدراسة إنّهم بحاجةٍ إلى المزيد من الأبحاث قبل أن يخرجوا بتوصيات لتغيير النظام الغذائي مشيرين إلى أنّ المعدلات العالية من اللاكتوز والجلاكتوز التي نجدها في الحليب قد تكون السبب الرئيسي في نتائج الدراسة الصادمة.
وذكر موقع Express البريطاني نقلاً عن الدراسة أنّ هاتين المادتين (لاكتوز وجلاكتوز) ترفعان نسبة الإجهاد التأكسدي والالتهابات المزمنة في الجسم ما ينتج عنه في المقابل ارتفاع خطر الموت أو الإصابة بأمراضٍ مزمنة. ويقول البروفسور السويدي كارل مايكلسون من جهة "قد تؤدي نتائجنا إلى طرح علامات استفهامٍ حول صحّة التوصيات لاستهلاك كميّة كبيرة من الحليب منعاً لهشاشة العظام".
ومن جهّةٍ أخرى اعتبرت البروفسورة ماري سكولينغ من جامعة نيويورك أنّ نتائج البحث تدفع للقلق قائلة "مع ارتفاع معدل استهلاك الحليب عالمياً بسبب التطوّر الاقتصادي وازدياد نسبة استهلاك المأكولات الحيوانية المصدر، علينا منذ اليوم تحديد دور الحليب في التسبّب بالوفاة".
وأجريت الدراسة التي نُشرت في المجلة الطبيّة البريطانية (BMJ) على عيّنة من 61433 امرأة تتراوح أعمارهنّ بين 39 إلى 74 عاماً و45339 رجلاً أعمارهم تتراوح بين 45 و79 عاماً وطُلب من المجموعتين تدوين كميّة الحليب التي يتناولونها يومياً طيلة 20 سنة للنساء و11 سنة للرجال. وذكرت الدراسة أنّ 15541 من النساء لاقينّ حتفهنّ أثناء مشاركتهنّ في الاختبار، 17252 تعرّضن لكسورٍ في العظام و4259 لكسرٍ في الورك.
وأظهرت الدراسة أيضاً أنّ النساء اللواتي شربن أكثر من ثلاثة أكوابٍ من الحليب يومياً ازداد عندهنّ خطر الوفاء بنسبة 1.93 بالمئة مقارنة مع النساء اللواتي شربن كوباً أو أقلّ من الحليب يومياً مّما يجعل خطر الموت المبكر يرتفع 15 بالمئة مع كلّ كوب يومي من الحليب في 20 سنة. وازداد خطر الموت أيضاً عند الرجال الذين استهلكوا كميّة أكبر من الحليب لكن بنسبة أقل من عند النساء.
وأشارت الدراسة خلال عرض النتائج إلى أنّ شرب اللبن أو تناول الجبنة البيضاء لا يعدّ خطراً كتناول الحليب.