الفيديو الذي سأشاركه معكم صورَته منذ سنوات جمعيّة فرنسيّة تعنى بحقوق الحيوانات. ومع ان هذا الفيديو لم ينتشر بكثرة إلّا أنني لم أوفّر فرصة لمشاركته بدافع زيادة التوعية حول وضع مسلخ الكرنتينا في بيروت ولكن من دون جدوى.
فبعد ان دقّ وزير الصحة وائل أبو فاعور ناقوس الخطر حيال الظروف المروّعة داخل المسلخ، قرّرت إعادة مشاركة هذا الفيديو كي لا يبقى بعيدًا من أنظار أولئك الذين يحتاجون لرؤيته أي الشّعب اللبناني.
احذركم من ان المشاهد التي سترونها تحتوي على لقطاتٍ قاسية وتم تصويرها عام 2013 إلا أنّ الأوضاع داخل المسلخ لم تتغيّر ويبدو أنّها ستبقى على حالها إلا اذا لحق قرار الاقفال الّذي صدر أخيرًا إجراءات مكثّفة من اجل تطبيق المعايير الدوليّة المرتبطة بسلامة الغذاء.
مسلخ الكرنتينا:
يقع المسلخ الّذي تم بناؤه عام 1994 بالقرب من شركة "سوكلين" لإدارة النفايات، ومصنع "سوكومي" لانتاج الأسمدة ومصنع آخر للإسمنت. هذه المصانع والشركات تؤدّي الى تلويث البيئة المحيطة بالمسلخ.
نعم...مصنعٌ لانتاج الاسمدة وآخر لادارة النفايات بالقرب من المنشأة الّتي توزّع اللحوم على مختلف المناطق اللبنانيّة. وما زلنا نسأل لماذا تحتوي اللحوم في لبنان على جراثيم الإشريكية القولونية (E-Coli)؟
لقراءة المعايير الدّوليّة المرتبطة بسلامة الغذاء، اضغط على هذا
الرّابط
إذًا، بعد اعادة تأهيل المسلخ المرخّص الوحيد في البلاد، يتوجّب عليه أن يلتزم بهذه
المعايير .
رعاية الحيوانات:
كما نرى في الفيديو، تتعرّض الحيوانات للقتل بعد التعذيب. يتم ضربها، وركلها وقتلها بطريقةٍ غير انسانيّة وفي بعض الاحيان يتم تقطيعها الى أجزاء قبل ان تفقد كامل وعيها. وأوضح احد اللحامين ان هذه الحيوانات تترك لتنزف ببطءٍ حتى الموت، الامر الّذي يزيد من وزن اللحوم وبالتّالي يتم من خلال ذلك تجاوز معايير الحلال التي تحددها الحكومة اللبنانيّة.
وفي حال لم يكن لديكم أي رحمة حول مسألة رعاية الحيوانات وتعتقدون انها الادنى مستوىً بين الكائنات الحيّة وعاجزة عن الشعور بالألم، إليكم هذه المعلومة الاضافيّة التي قد تغيّر نظرتكم: ان شرائح اللحم والـ "همبرغر" و"اللحم بعجين" وغيرها من المأكولات التي تحتوي على اللحوم، مصدرها مسلخ الكرنتينا في بيروت.
وبحسب منظمة الأغذية والزراعة العالميّة (FAO) نوعيّة اللحوم مرتبطة مباشرةً بطريقة الذبح والظروف الّتي تؤدّي الى قتل الحيوانات.
وتقول الـ FAO: "يتعرض الحيوان هنا لقلق وخوف شديدين نتيجة الضرب والقتال داخل الاقفاص، ما يؤدي الى حصول عمليات كيميائية حيوية في العضلات، ولا سيما التراجع السريع في مادة الغليكوجين وتحول اللحم الى مادة شاحبة وشديدة الحموضة (تصل درجة الحموضة الى 5.4 – 5.6 مباشرة بعد الذبح)"
لقراءة التقرير الكامل اضغط على هذا
الرابط
في دراسة أخرى قام بها أستاذ في علم وظائف الأعضاء الغذائية إروين بوتزكوف، يمكن ربط التوتر والخوف والالم عند الحيوانات التي تُذبح بعدد من الامراض التي يعاني منها الاشخاص الذين يستهلكون لحوم هذه الحيوانات، ولا سيما أمراض القلب والعجز الجنسي والتعب بشكل عام.
لقراءة الدراسة كاملة اضغط على هذا
الرابط
التأثير على البيئة
إن لم تُصابوا بالاحباط نتيجة القساوة الواضحة في الفيديو او الاستخفاف الصارخ لمعايير النظافة الصحية، فربما التطرق الى الاثر الذي تخلفه المزارع الصناعية على البيئة لن يحدث أي تغيير.
ولكن شاهدوا هذا الفيديو على أي حال
واخيرًا، هناك ثلاثة أسباب رئيسة تدعو للتخفيف من استهلاك اللحوم:
• عدم الامتثال بمعايير النظافة الصحية
• عدم الاهتمام بالحيوانات ورعايتها، ما يؤثر على نوعية اللحوم
• والتأثير على البيئة
ولكن ان كنتم تصرون على أكل لحوم الحيوانات، فإليكم نصيحة: توجهوا الى أقرب مطعم أدرج على القائمة السوداء التي أصدرتها وزارة الصّحّة وتمتعوا بطبقكم المفضل، فأنتم تعيشون في بلد شبه - ديمقراطي.
نادين مظلوم
*** لقراءة هذه المقالة باللغة الانكليزية إضغط هنا
التالي
سعيد عقل- سياسته حقه ... وشعره حقنا