اعتباراً من القرن السادس عشر لجأت النساء إلى مشدّاتٍ مصنوعة من مادة الكتان والقطن، في القرن الثامن عشر أصبحت المشدات جزءًا لا يتجزأ من ملابس النساء بحيث قمن بزخرفتها وخياطة أجود أنواع القماش وأفخرها عليها لتأتي عمليات التجميل في السنوات الأخيرة وتقضي على المشدات نهائياً وتستبدلها بعملية شفط الدهون حول منطقة الخصر وإعطاء المرأة خصراً رفيعاً وأردافاً ممتلئة ومثيرة...
لكن ما الذي حدث اليوم لتعود موضة المشدات إلى الواجهة من جديد؟
لا يمكننا أن ننكر فضل المشاهير في إعادة التسويق لمشدات تنحيف الخصر، فبعد أن قضى عليها مبضع الجراح أتت نجمة تلفزيون الواقع كيم كرديشيان ونجمات هوليوود للترويج لها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي. وتهاتفت النساء في الآونة الأخيرة على شراء مشدات الخصر وارتدائها يومياً للحصول على خصرٍ نحيفٍ في أسابيع قليلة كما يعدهنّ التجار...
ولم تعد هذه الموضة أو "التمارين" حكراً على المشاهير بل لجأت آلاف السيدات إليها وها هي اليوم بدأت تحط رحالها في لبنان بفضل مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع التسوّق الإلكترونية، لذا كان ولا بدّ من وقفةٍ علميةٍ لمعرفة مخاطرها ومدى فعاليتها بعيداً عن التسويق الجميل لها.
الاختصاصي في الجراحة التجميلية الدكتور باتريك صنيفر في حديثٍ إلى موقعنا أكدّ لنا أنّ استخدام المشدات كتمارين لفترةٍ طويلةٍ يضرّ بصحّتنا "إنها سيّئة لجريان الدمّ وسوائل أخرى في الجسم ممّا يؤدي إلى تورّم في الرجلتين وتضغط على القلب والرئة كما أنّ منطقة الخصر التي نضع المشدّ عليها هي على اتصالٍ مباشرٍ مع الكلى والقولون (المصران)".
وبالرغم من أنّ الدكتور صنيفر لا ينصح النساء في اللجوء إلى هذه المشدّات سوى في المناسبات، إلاّ أنه أضاف أنّها "تغيّر في الطبقات الدهنية في جسمنا وتعطي مفعولها على الدهن لأنّ كلّ شيء نقوم بالضغط عليه لفترةٍ طويلةٍ من شأنه أن يخفّف الدهن في منطقة تحت الجلد إلاّ أنّه يُعطي نتيجة مؤقّتة ويضرّ بالمقابل في الجهاز اللمفاوي المسؤول عن إزالة السموم من الجسم أضف إلى ذلك عدم قدرة المرء على تناول الطعام بطريقةٍ سليمةٍ أو شرب المياه بشكلٍ جيّدة".
وبموازاة النتائج الجميلة والمبهرة التي نراها في إعلانات شركات مشدّات الخصر تنتشر صور أخرى تظهر طريقة عملها من خلال تغيير أماكن الأعضاء الدخلية و"عصرها" إلى أسفل البطن أو أعلى الخصر. وعن صحّة هذه الصور سألنا الدكتور صنيفر الذي أشار إلى أنّ هذه المشدات التي تلتفّ حول منطقة الخصر تضغط على الكلى وعلى القولون والبنكرياس والشرايين وتسبّب في انتقال مكان البنكرياس إلى الأعلى وتغيّر مكان الكلى إلى أسفل الخصر حسب المنطقة التي يضغط عليها المشدّ".
وفي حين تبقى عملية شفط الدهون حول منطفة الخصر أكثر رغبة عند النساء مقارنة مع مشدات الخصر التي تستغرق وقتاً طويلاً وتقدّم نتائج مخيّبة أحياناً إلاّ أنّ نجمات هوليوود يستعرضنها بفخرٍ على مواقع التواصل الاجتماعي... إمّا لإيهام النساء بأنهن لم تخضعن لعملياتٍ تجميلية أو للترويج لماركة مشداتٍ تدفع لهنّ مبالغ طائلة لتسويق "وهمٍ" إلى نساءٍ كلّ ما ترغبنه أجساماً مقاييسها لا نراها إلاّ داخل غرف العمليات أو على برامج الفوتشوب.
حقائق حول مشدات الخصر:
نصائح لمن تستخدمن مشدات الخصر في بعض المناسبات: