سوريا أولاً ؟!!!

في الآونة الأخيرة اجتاح هذا الإعلان جسور المشاة والفواصل الاسمنتية في المتن وبيروت. إعلان غير مقبول لا شكلاً ولا من ناحية مضمونه.

نعم غير مقبول شكلاً أن تُدوّن كلمة سوري، وفي لبنان، قبل كلمة لبناني، ومن غير المقبول ايضاً أن تُعرض فرصة العمل هذه وبطريقة علنية إعلانية على السوري قبل اللبناني فقط لأن العامل أو السائق السوري يتقاضى أجراً أقل من الذي يطلبه اللبناني.

غير مقبول في بلد حذرت فيه تقارير وزارة الإقتصاد من خطر اللاجئين السوريين الى لبنان، معتبرة أن "العمالة غير المنظمة ستؤدّي الى زيادة البطالة في لبنان الى 324000 عاطل عن العمل في نهاية العام 2014، بالاضافة الى انتقال 17 ألف أسرة من الطبقة المتوسطة الى الفقيرة.

نعم إنه إعلان غير مقبول في بلد وصل عدد العاطلين عن العمل فيه مع اواخر العام 2013 وبحسب احصاءات  " لابورا"  حوالى 410 آلاف شخص في صفوف الشباب من الفئة العمرية التي تتراوح بين 18 و35 عاما.

نعم إنه إعلان غير مقبول خصوصاً أن نسبة البطالة في لبنان تبلغ 36 في المئة مقارنة مع 26.5 في المئة في العام 2012. في حين تبلغ نسبة البطالة اليوم في صفوف الشباب 62 في المئة مقارنة مع 27 في المئة في العام 2012

إعلان غير مقبول خصوصاً أن نقابة سائقي السيارات العمومية كشفت منذ فترة قصيرة أن عدد السوريين الذين يقودون سيارات أجرة في لبنان وصل الى ٢٥ ألف علماً أن عدد اللوحات العمومية الإجمالي لا يزيد عن ٣٣ ألف لوحة.

قد يتهمني البعض بالعنصرية، ولهذا البعض أصحح وأقول إنها الوطنية بحدّ ذاتها. فالإعتراض ليس ضد اللاجئين السوريين حصراً، ولو كان هؤلاء من الفلسطنيين أو العراقيين أو الأوروبيين والأميركيين على سبيل المثال لا الحصر، لكنت سأعترض أيضاً على عددهم الذي لا يستطيع لبنان إستيعابه إقتصادياً وأمنياً.

فالقضية قضية شباب لبناني عاطل عن العمل دفع ضريبة عدم وعي دولته لمصلحة شعبها أولاً، شباب، حتى لو تعاطف مع ضيوفه نظراً للظروف التي تمر ببلادهم، فلا يعني هذا التعاطف أبداً تفضيل مصلحتهم على مصالحه الوطنية والإقتصادية كما الشخصية.

مارون ناصيف

يمكنكم التواصل مع الزميل مارون ناصيف عبر  maroun_nassif