أمّا وقد سَئِمنا، فلمْ نعدْ نهتمّ للقاءاتِكم المنتظرة وحواراتِكم المرتقبة وكلِّ خططِ عملِكُم فوقَ الطاولةِ وتحتَها ...
أمّا وقد سئمنا، فلمْ يعدْ يهمُّنا إن التقيْتم أو اختلفتم.. إن اسقطتم الدّعاوى أو الشكاوى أو حتى لو تبادلتم القبل والتقطّتم الصور..
أمّا وقد سئمنا فلم يعدْ لهذا اللقاء أهميّةٌ كبرى ... ستتبادلان الهدايا وسيكتبُ كلٌّ منكما كلمةً للذكرى وستتهافتُ وسائل الاعلامِ وستلتقطُ الكاميرات صورَكم مع ابتساماتٍ وغمزاتٍ، حتى يخيّلُ لنا انّكما عاشقان متيّمان...
ومن على المنابرِ ستُلقى الخطبُ وكلّ كلماتِ الترحيب والحبّ والاحترام ..
ولن يخلوَ اللقاءُ من نهفةٍ من هنا وأخرى من هناك ...
وقد توقَّعُ الوثائقُ وخططُ العملِ ويُبْنى على الشيءِ مقتضاه ...
لكنّنا قد سئمْنا كلَّ هذه المسرحيّاتِ الهزليّة واعتدنا على تصرّفاتكم الصبيّانية ونحن على يقينٍ انّ بعد اللقاءِ جفاءٌ وبعدَ العناقِ نزاع..
نشاهدُ المسرحّياتِ المماثلة منذ زمنٍ طويل : خلافٌ فنزاعٌ فحربٌ فضحايا... فهدنة فلقاء – لقاءٌ فخيانةٌ فنزاعٌ فحربٌ فهدنة.....
أسدلوا الستارة وكفى ... ألم تتعبوا بعد؟
أمّا نحن فقد تعبنا وسئمنا أدواركم المركّبة وقصصَكم العتيقة وقد بِتْنا وباتَ هذا الوطنُ بحاجةٍ لأبطالَ حقيقيّين لرجال حقيقيّين..
سئمْنا الدّمى وأشباهَ الرجال .. سئمنا المتزّلمين والسارقين والقتلة...
نريد فجراً جديداً ووجوها جديدة وأيادٍ بيضاء لم تلطّخها دماءُ الأبرياء. مهى شلهوب
***للتواصل مع الزميلة مهى شلهوب mahachalhoub