امتلأت شوارع بيروت بشعارات الحرية والمساواة. مسيرةٌ حاشدة حطّت أمام وزارة الداخلية لمطالبتها بالكفّ عن ابتزاز المواطنين في حياتهم الخاصّة، والتوقّف عن عرقلة تسجيل الزيجات المدنية المعقودة في لبنان. فكما ذكّر بيان المتظاهرين، لا يتقاضى الوزراءُ والموظّفون أجورهم من المال العامّ إلاّ في مقابل خدمة المواطن. ولعلّ هذه المسيرة المدنيّة وأخواتها هي بعض ما يعطي لبنان معناه في منطقة تمتهن لعبة العساكر والأديان. فليس صدفة أن يرفع المتظاهرون لافتات تحمل شعار: "داعش في الأحوال الشخصيّة". لكنّ الغرابة اللبنانية لا تقتصر على الأحوال الشخصية والتمييز بين المواطنين. فقد بات استخدام العنف في الملاعب الرياضية عادة مستفحلة. فبعد ما جرى من تضارب اشترك فيه اللاعبون والجمهور خلال مباراة "الفوتسال" بين ناديي الحرية صيدا وغانرز ليبانون، أطلّ مشهد العنف الرياضي من جديد، لكن من بوّابة كرة السلة. هكذا توقّفت اللعبة بين ناديَيْ الحكمة والرياضي بعد تضارُب جرى على أرض الملعب، وسرعان ما انتقل إلى مقاعد الجمهور. فمن هو المسؤول عن ضرب كلّ مظاهر الفرح في هذا البلد؟ من أين يتسلّل العنف إلى كلّ جوانب حياتنا؟ كانت الرياضة اللبنانية تحتاج إلى إجراءات أمنية لضبط الجمهور، فإذا بها تحتاج إلى إجراءات لضبط اللاعبين... أيّها القبضايات، أُترُكوا لنا مساحة للّعب، وانصرفوا.