كنتُ قد كتبتُ قبل أيام أنّ فترة الإستقرار الجوي ستدوم حتى عيد مار جرجس في 23 نيسان، ففي هذا التاريخ إجمالاً تسقط الأمطار بحسب التقليد وبنسبة 70 في المئة. هذا العام إن شاء الله لن نكتفي بالأمطار بل بطقسٍ بارد مع زخاتٍ ثلجية على الجبال... أتذكرونَ المثَل الذي قلتُه لكم: "ما تتعجّب يا إنسان لمّا بتتلُج بنيسان"؟ سنرى الثلج للمرة الثانية في نيسان هذا العام بإذن الله... إذاً ترتفع الحرارة تدريجاً الأحد وتصبح الأثنين أعلى بقليل من معدلها العام لتسجّل 28 درجة على السواحل بفعل رياح ٍدافئة مترافقة مع بعض الغبار، إلا أنّها لن تستمر طويلاً، فالحرارة تعود للإنخفاض تدريجاً الثلثاء فالأربعاء حيث يُتوّقع هطل أمطار إعتباراً من مساء الأربعاء، وذلك بفعل تأثّر لبنان بمنخفضٍ جوي بارد قطبي المنشأ نادراً ما يحصل في مثل هذه الأيام أي في العشر الثالث من نيسان مصدره القطب الشمالي، يَعبُر تركيا ويستقر في الأجواء اللبنانية لـ36 ساعة حاملاً معه رياحاً وأجواء باردة تنخفض خلاله الحرارة الى 16 درجة على السواحل نهار الخميس وتتساقط أمطارٌ متفرقة فيما يتساقط الثلج على المرتفعات إعتبارا ً من 1400 متر وربما أقل في المرتفعات الشمالية، وقد تُسجّل بعض العواصف الرعدية المترافقة مع سقوط البَرَدْ. تستمر الأجواء على هذا المنوال حتى صباح الجمعة ليبدأ التحسّن التدريجي، ومن ثم عودة الحرارة الى الإرتفاع. في الخلاصة: لا تستعجلوا ضبّ الثياب الشتوية والمدافئ... فكانون سيزورنا في عزّ الربيع، وها هو مار جرجس الذي ينتظر المزارعون المطرَ في عيده سيحلّ كريماً عليهم وعلينا هذا العام.