في المرّة الأولى، كان في ميكونوس. أمّا في المرّة الثانية، فكان يدير العملية من مكتبه في وزارة الداخلية. في المرّة الأولى، قال إنّه لم يكن يعلم باستخدام العنف. أمّا في المرّة الثانية، فأكّد أنّه لن يستخدم العنف. في المرّتين، إنّه الوزير نفسه الذي أعلن أمس أنّه كشف خيوط المؤامرة، متّهماً "دولة عربية صغيرة" بالتمويل والتحريض على التظاهر. هذا هو المشنوق الأوّل، نهاد، وزير الداخلية الذي بات دليلاً على مصير بائس لفريقه السياسي، بعدما أصبح سلاحه هو القمع من جهة، وبروباغاندا البعث من جهة أخرى. أمّا المشنوق الثاني، محمد، ففضّل التمسّك بالكرسي وتغطية الاعتداء على الناس بدلاً من الاستقالة بعد فشله في أداء مهامّه. فضّل محمد المشنوق لقب "معالي الوزير" حتى لو كان وزيراً معزولاً من الحكومة بسبب فشله في حلّ أزمة النفايات. الهراوات التي انهالت على الشباب المعتصمين يتحمّل مسؤوليتها المشنوقان اللذان، وإن لم يكونا رؤوساً في هذا النظام، إلا أنّهما باتا رمزَين لبشاعته. مبروك عليكما الكراسي. مبروك لكلّ أركان هذا النظام فسادهم وأخطاؤهم المتراكمة. لهم صراخ المتظاهرين: شبيحة، شبيحة. أمّا الشباب الذين حاولوا وما زالوا يحاولون إعادة وزارة البيئة إلى الشعب اللبناني، فلهم لبنان الجديد الذي ينتظرنا جميعاً.