إلى الشارع عاد التيار الوطني الحرّ بزخم كبير، ليوجّه رسائله في ثلاثة اتجاهات:
أولاً، رسالة إلى طاولة الحوار تضع الأولوية المطلقة للانتخابات النيابية.
ثانياً، رسالة داخلية تعيد اللحمة إلى التيار بعد الضعضعة التي أصابته جرّاء الانتخابات التي تحوّلت إلى تزكية أدّت عملياً إلى توريث الصهر جبران باسيل.
ثالثاً، رسالة إلى الحراك الشبابي المدني الذي اتّهمه الجنرال ميشال عون بسرقة شعاراته المطلبية.
هكذا رُفِع الصوت في التظاهرة العونية ضدّ "حكم الأزعر" وضدّ تراكم النفايات وضدّ الكهرباء المقطوعة.
فهل أيقظ الحراك المدني التيّار؟ وهل ستجد هذه الشعارات طريقها إلى عمل وزرائه، بعدما وقف جنباً إلى جنب القوى السياسية لمواجهة معركة تصحيح الأجور، وبيعَ يومها الوزير شربل نحاس في سوق المقايضات؟
هل أيقظ الحراك المدني التيّار بعدما وقف جنباً إلى جنب القوى السياسية في وجه سلسلة الرتب والرواتب، فقدّم وزيرُه الإفادات هديةً إلى الطاقم السياسي ومصالحه؟
هل أيقظ الحراك المدني التيّار بعدما شارك في ضرب الحركة النقابية يوم توافق مع أحزاب السلطة كافة في لائحة واحدة لمواجهة النقابيّ حنّا غريب؟
الأرجح أنّها ليست يقظة.
يكفي الاستماع إلى الرئيس الجديد للتيّار، يصدح بنيّته "إنهاء الإقطاعات"، بعدما اطمأنّ إلى الجلوس على عرش إقطاعيّة عمّه الصغيرة.