في إطار إبراز البراهين والأدلة العلمية حول الأسباب والمسؤوليات في مجال الأخطاء الطبية، نظّم مركز ترشيد السياسات الصحية في الجامعة الاميركية بالتّعاون مع وزارة الصّحة ، حوارا تحت عنوان: "معالجة موضوع الأخطاء الطبيّة في المؤسّسات الصّحية في لبنان". فبين عامي 1996-2013 تمّ تقديم أكثر من ألف شكوى متعلقة بممارسات طبية خاطئة أو غير سليمة إلى نقابة الأطباء. وقد ركّزت التحقيقات التي أجرتها النقابة على الأطباء بشكل أساسي باعتبارهم الفاعلين الرئيسيين في الأخطاء الطبية، على الرّغم من أن الأبحاث العلمية تشير الى أن غالبية الأخطاء تقع نتيجة إخفاقات على مستوى المؤسسات والنّظم الصحية، لا نتيجة لإهمال شخصي.
وتناول الحوار أربعة عناصر يتم اعتمادها في المقاربات لحلّ الأزمة. فالعنصر الأوّل يختصّ بتحسين الإدارة السريرية من خلال دمج المبادئ التوجيهية السريرية المبنية على البراهين العلمية، وتدريب وتقييم أداء العاملين الصحيين، ومن بينهم الأطباء.
والعنصر الثاني يتعلّق بإصدار وتطبيق سياسات تعزز عملية التبليغ عن الأخطاء الطبية بشكلٍ سري من جهة وتعزيز ونشر ثقافة الردّ الغير عقابي من جهة أخرى.
اما العنصر الثالث فهو مراجعة وتحديث معايير أنظمة الاعتماد الحالية للمؤسّسات الصحية لضمان احتوائها على أهداف سلامة المرضى ومؤشرات الأداء.
في حين ان العنصر الرابع ركّز على موضوع تمكين المرضى ومساندتهم وتوعيتهم على الدور الذي يلعبونه فيما يختصّ بسلامتهم وإشراكهم في عملية اتّخاذ القرارات التي تتعلّق بصحتهم.