ففي بيروت وضعت لائحة" بيروت مدينتي" الجميع أمام التحدي ورسمت اولى مداميك الديمقراطية الحقيقية متواجهة مع الطاقم السياسي المتعهّر والشاحذ قواه من آلاف المنضوين تحت لوائه تحت عناوين التزلّم للقوى المهيمنة على تفاصيل حياتهم وارزاقهم والتي أفسدت بيروت والوطن بما لا حاجة لتعداده من موبقات بلغ عنانها السماوات العلا.
لكنّها معركة ديمقراطية على الرغم مما يشوبها من شوائب.ومهما تكن النتائج وهي معروفة فإن تحقيق أصوات مهمة لبيروت مدينتي ستكون انتصارا وستكون أول مدماك لأجل المستقبل.
إنّها ظاهرة حضارية مضيئة بكل المعايير.ليس لأنها حرّة وحضارية تنبع ن صلب المجتمع المدني بل لأن الأسماء تنطق بكفاآتها التي تصلح لأن تكون نواة مجلس الوزراء.
أمّا في طرابلس فالمجتمع المدني لم يزل طرحا لا لغياب الكفاآت وهي كثيرة بل لتفرّقها شيعا صغيرة ولانتشار الأنا التي تفكر دائما في الدخول الى لائحة البريمو ....فظاهرة سلوك الأوتستراد انتقلت عدواها من النواب الى الكثير من الطامحين للعمل البلدي.
النتيجة هي الرجوع للقوى السياسية المهيمنة والتي ستسيطر نتيجة اضمحلال الحالة المدنية.
والصراع بسيط كون القوتين الرئيسييتين هما الرئيس الميقاتي والرئيس الحريري وبسّ.(والباقي كلّو خسّ)
الرئيس الميقاتي هو اللاعب الأكبر وهو يميل الى التوافق بحكم الطبيعة غير انه يريد ان يبيع هذا التوافق بأعلى ثمن وعلى ضوؤء هذه الحقيقة تنتشر الأسماء وتلعب الطموحات حتى اذا ما جاء وقت القرار ذابوا في انتكاستهم لتخرج لائحة توافقية بين الحريري والميقاتي مع الأخذ ببعض الضفافات ارضاء للنواب ....