عقد مجلس الوزراء جلسة استثنائية في السراي الحكومي برئاسة الرئيس تمام سلام والمخصصة لبحث الملف الامني الذي فرض نفسه أولوية على طاولة البحث من خلال التفجيرات الاخيرة في بلدة القاع الحدودية.
واستهل المجلس الوزراء جلسته بدقيقة صمت على أرواح شهداء تفجيرات القاع، وجدد سلام استنكاره للجريمة الارهابية، فيما غابا وزيرا الدفاع سمير مقبل والداخلية نهاد المنشنوق عن الجلسة لارتباطهما باجتماع أمني في اليرزة.
وأوضح سلام خلال الجلسة أن العمل الإرهابي في القاع لم يكن مفاجئا فالاجهزة الامنية كانت تتحسب لعمل ارهابي جديد، مؤكدا أن الوضع الامني في لبنان يستدعي استنفارا عاما وليس طائفيا او فئويا لأن الارهاب لا يميز بين المناطق والطوائف.
وأعلن وزير الإعلام رمزي جريج مقررات المجلس، الذي قرر اصدار بيان بالاجماع عن استنفار الدولة اللبنانية لمواكبة الحدث الحاصل، لافتا الى ان المجلس أرجأ البحث في الوضع المالي، مؤكدا أنه في حال تأهب دائم، داعيا للالتفاف حول القوى الشرعية.
ونقل جريج عن سلام، الذي قال "ليس المطلوب استنفارا طائفيا او فئويا والا نكون قد وقعنا بالفخ الذي نصبه لنا الارهابيون ونخشى من موجة عمليات ارهابية في المناطق المختلفة".
وأثناء مغادرة وزير الصناعة حسين الحاج حسن السراي متوجها الى القاع، أكد أن جلسة الحكومة مخصصة فقط للوضع الأمني ومشيرا الى عقد اجتماع أمني بعد ظهر اليوم برئاسة سلام في السراي.
وكان الحاج حسن قال قبيل الجلسة "أمام الهجمة الإرهابية المطلوب هو زيادة الإجراءات الامنية والوحدة الوطنية وزيادة الاقتناع عند البعض بأننا في حرب مع الارهاب".
المواقف قبيل الجلسة:
أكد وزير العمل سجعان قزي قبيل جلسة مجلس الوزراء ان الوقت ليس للبحث بتنظيم إقامة النازحين في المخيمات بل بإعادتهم الى ارضهم وضبط انتشارهم العشوائي.
ومن جهته، شدد وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج على أن الأولوية اليوم هي لبحث الوضع الأمني في لبنان.
وشدد وزير الاتصالات بطرس حرب أنه لا يمكن لمجلس الوزراء ان يجتمع من دون بحث الوضع الامني، مشيرا الى ان المطلوب هو ان يمسك الجيش زمام الامور وانتخاب رئيس للجمهورية.
وقال وزير الصحة وائل أبو فاعور "الاولوية للأمن ومناقشة كيف دخلنا بحلقة جديدة من التهديدات"، لافتا الى ان اليوم هو فرصة لإظهار القيادة انها قادرة على ادارة البلاد.
وبدوره، خشي وزير التربية الياس بو صعب ان تكون جهات خارجية أعطت التوجهات للارهابيين للدخول الى لبنان وبدء مرحلة جديدة بعد العراق وسوريا، معتقدا أن القاع ستسطر الإنتصار على الإرهابيين.
وأوضح وزير الزراعة أكرم شهيب سبب المطالبة بضبط الانتشار العشوائي للنازحين عبر المخيمات، قائلا " كنا مع هذه الخطوة كي لا نصل الى ما وصلنا اليه".
ورأت وزيرة المغتربين أليس شبطيني أنه يجب المطالبة بقوات دولية على الحدود.
والى ذلك، اعتبر وزير المال علي حسن خليل ان الأمن كما الاقتصاد اولوية، مشيرا الى ان الوضع الأمني يفرض نفسه اليوم على الجلسة.
ودخل وزير السياحة ميشال فرعون الى السراي الحكومي وهو يحمل مشاريع مطلوب تنفيذها للقاع لتثبيت صمودهم، قائلا "كلنا قاعيون اليوم والامن يبقى الاهم والمطلوب الاهتمام بمنطقة القاع وان تكون جهوزية الجيش نفسها كما كانت ببعلبك".
وشدد وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش ان قيادة الجيش هي التي تحدد مصدر الخطر وكيف تتعامل معه، معتقدا أن هناك احتمال ان يتكرر ما حصل في القاع في اي منطقة لبنانية اخرى.