LBCI
LBCI

العطب فينا أولا

حسين الجسر الكاتب: حسين الجسر
رأي حر
2016-07-30 | 04:36
مشاهدات عالية
شارك
LBCI
شارك
LBCI
Whatsapp
facebook
Twitter
Messenger
telegram
telegram
print
العطب فينا أولا
Whatsapp
facebook
Twitter
Messenger
telegram
telegram
print
4min
العطب فينا أولا

أصبحنا جميعنا في موقع الاتهام...أوقعونا جميعنا نحن المسلمين من أقصانا إلى أدنانا في بليوننا والنصف في مقصلة التبرير ...وأصبح لسان حالنا :نحن لسنا كذلك والاسلام دين الرحمة والقيم والتضحية والاستقامة....

الدول لا تفكر متل الشعوب ولا تشعر مثل الشعوب. الدول من زمان الأزمان حتى اليوم وغدا هي آلات تحسب ولا مكان عندها للمشاعر أو لردّات الفعل ،لكن الشعوب وهي الأهم والأبقى تشعر وتتفاعل وتعيش على الفعل وعلى ردّات الفعل وهي بهذا الحراك الخاص بها تسيّر العالم عبر أدائها وغضبها ورضاها وهي تؤثّر بالتالي على جكامها ودولها الديمقراطية...

 

الشعوب هي الأبقى وهي الأفعل والتي لولاها لبقيت الدول على أحوالها البدائية في بلادها...

 

من هنا من هذه الحقيقة علينا أن ننظر إلى مشاعر الشعوب إزاء ما يصيبها من ذعر وقتل عبثي وذبح وإرعاب، يصيب الناس العاديين في عقر بيوتهم وبلادهم...فبعيدا عن كتب التاريخ القديمة والحالية الزاخرة بظلم الغربي المستعمر والمهيمن والمستثمر والمتآمر شأنه شأن كل دولة علت واستكبرت عبر التاريخ تاركة الجروح والأحقاد في صدور المظلومين ، تبقى مشاعر الشعوب الآنية هي الأهم وهي الأفعل ،مهما شرحنا لهم في كتب الماضي عن الأسباب...فإن خوفها وإرعابها بهذا القتل العبثي الهمجي البهيمي هو المسيطر عليها وهذه بداهة طبيعية...

 

هذا هو الجزء الظاهر أما الجزء المخفي وهو الأعظم فهو حالتنا المزرية والتي صنعناها بأيدينا من خلال هزيمتنا ورقادنا واستسلامنا لتاريخ قديم نتفاخر به ونتماهى مع حسناته وسيآاته متجمّدين عنده وهو موات بحت...ناهيكم عن الكتب الصفراء التي غزت تاريخنا وحاضرنا والتي وعلى الرغم من صفارها المضحك غلّبناها على قرآننا العظيم أولا والأهم الأهم ثانيا أن هذا القرآن احتاج ويحتاج من قرون الى الاجتهاد والتطوير في العمق لتكون القيم الانسانية العظيمة هي ديدنه وروحه بينما تكون الأقسام الأخرى خاضعة للتأويل والقياس والاستبصار ومراعاة الزمن والجغرافيا...

 

لكننا لم نفعل مذ اسقطوا ابن رشد وغلب النقل على العقل فمضينا في مسيرتنا نحو الوراء لنتحوّل من خير أمة أخرجت للناس ألى أسوأ أمة بين الناس"وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون"

بعد غفوتنا الكبرى زمن السلاطين وانهيار الرجل المريض ،أمعن قادتنا المنّا وفينا في ظلمنا واستعبادنا وسرقتنا وتخويفنا وتعذيبنا وإذلالنا

وقعدوا على رقابنا سلاطين عسكر وملوك طغاة ، سخّروا رجال الدين في خدماتهم فأمعنوا بالإهتراأ ونصبوا القضية الأم في وجه كل من طالب بحقه وكرامته الإنسنية متهمينه بالعمالة فامتلأت السجون بآلاف المضطهدين والمعذّبين وسنّ بعضهم فروعا جديدة لدين يوائم مصالحهم وطغيانم داعين الى طاعة الولي ولو ظالما...

 

العالم متآمر علينا وهذه سنة الكون "وجعلنا بعضكم عدوّ" لكننا نحن الخونة الأصيلون بعنا بلادنا وكرامتنا وأمعنّا بتشويه ديننا ركيزتنا،واستسهلنا بحقوقنا ومقدّساتنا على حساب بقائنا في سلطاننا وثرواتنا وتوريث حرامنا لأولادنا...

داعش الحديثة ليست سوى تراكم لأفعالنا المشينة ولتعليمنا المجمّد الكاره للآخر كل الآخر ...

 

فلنجابه هذه الظلامية فينا أولا لا عبر محاربة داعش ومثيلاتها فحسب بل عبر محاربة أنفسنا لننفض عنها ما راكموه علينا سلاطننا وطغاتنا وعسكرنا والمهرّجون من فقهائنا...

 

بهذا نواجه الغرب الذي يتآمر علينا لا بمجرّد وضعه شمّاعة لمخازينا العمرها ألف سنة

فلنبدأ بأنفسنا ،فليخرج منّا مارتن لوثر كينغ مثلا من غير أن نكفّره ونلعنه ونطلّقه من زوجه وأولاده ووطنه..

 

فلنبدأ بأنفسنا فإن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم...فلنقم بأود أنفسنا لأن الدول الغربية آلات وهي ليست كاريتاس لنستجدي منها الخلاص...

 
 
 
 
*** إن الآراء الواردة في النص تعبّر عن وجهة نظر كاتبها وبالتالي فإن موقع الـ LBCI  لا يتحمّل تبعات ما قد يترتب عنها قانوناً.
 
*حفاظاً على حقوق الملكية الفكرية يرجى عدم نسخ ما يزيد عن 20 في المئة من مضمون الخبر مع ذكر اسم موقع الـ LBCI Lebanon News الالكتروني وارفاقه برابط الخبر Hyperlink تحت طائلة الملاحقة القانونية




رأي حر

لبنان

ارهاب

داعش

LBCI التالي
الدكتور منذر كبارة والسيدة ياسمين زيادة
زمن المؤخرات...
LBCI السابق
إشترك لمشاهدة الفيديوهات عبر الانترنت
إشترك
حمل الآن تطبيق LBCI للهواتف المحمولة
للإطلاع على أخر الأخبار أحدث البرامج اليومية في لبنان والعالم
Google Play
App Store
We use
cookies
We use cookies to make
your experience on this
website better.
Accept
Learn More