LBCI
LBCI

لتَنْصَهِرَ الشبيبةُ في الأمّة اللبنانية

حسين الجسر الكاتب: حسين الجسر
رأي حر
2016-10-14 | 11:07
مشاهدات عالية
شارك
LBCI
شارك
LBCI
Whatsapp
facebook
Twitter
Messenger
telegram
telegram
print
لتَنْصَهِرَ الشبيبةُ في الأمّة اللبنانية
Whatsapp
facebook
Twitter
Messenger
telegram
telegram
print
4min
لتَنْصَهِرَ الشبيبةُ في الأمّة اللبنانية

هذه فكرة أطلقتها منذ 16 سنة تحديدا وبعثتها بطفولية الى الرئيس لحود ظنّا منّي وقتذاك أن تنصيبه من الدولة العلية يسمح له بصلاحيات خارج صلاحيات الرئاسة،ولم يطل الأمر حتى خاب ظني واكتشفت سذاجتي، فقد ارسل لي فاكسا في الشكر والتحية للروح الوطنية.

لكنني لم أزل مؤمناً وعلى قناعة وأمل بل حلم بأن يأتي يوم يتحقق فيه هذا الأمر الذي يَصهرُ الشبيبة في الأمّة اللبنانية.

الفكرة بسيطة وتحتاج إلى إرادة وطنية مخلصة أكثر مما تحتاج الى بعض التمويل الضروري والممكن.

تقول أحدث الإحصاآت أنّ 70 بالمئة من اللبنانيين يعلّمون أولادهم في الجامعة اللبنانية لأنها مجانية ولم تزل رغم تراجعها خلال الحرب ،لم تزل ذات مستوى جيد بل ممتاز في بعض الكلّيات المهمة.كما أن لبنان الذي شهد طفرة مخيفة من الجامعات الخاصة الأكثرها دكاكين للتخرّج ،لم تزل الجامعات الخاصة المحترمة لا تتعدّى أصابع اليد الواحدة وهي الامريكية واليسوعية والبلمند واللبنانية الامريكية وبعض قليل من جامعات تتمتع بمستىوى مضطرد ،غير أن كل هذه الجامعات أصبحت أقساطها باهظة وبعضها أكثر حتى على الموثرين، فهي لا تستوعب أكثر من5 الى 10 بالمئة من اللبنانيين القادرين.

الفكرة هي أن تضع الدولة ثلاثة أمور للتنفيذ الفوري ،ثلاثة أمور لتنتظم الفكرة .

أولا تأمين خطّ قطار على محاذاة الشاطىء اللبناني وهو صغير يبلغ من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب 126 كلم،أو اي وسيلة مشابهة يعدّها المهندسون لتفي الغرض نفسه وهو تسهيل انتقال اللبنانيين بين جميع المناطق وهو أمر يفيد الفكرة بل يفيد كل اللبنانيين الذين يتكبدّون يومياً عذاب التنقل في عجقة السير والتعب والمصروف .

ثانيا: العمل على المحافظة على مستوى الجامعة اللبنانية بل رفدها بالطاقات الكفية وإيقاف التوظيف السياسي والاستزلامي، لتعود الى سابق عهدها.

ثالثاً: وهو صلب الموضوع بأن تصدر الدولة مرسوما بتوزيع الكلّيات في كامل المحافظات وحصر الكلية بالمحافظة ، وهذا أمر تقوم به الكثير من الدول المتقدمة وحتى في سوريا قبل الثورة كان الطالب ينتقل من محافظة الى أخرى تبعد 200 كلم ،وتتوزع الكليات وفق طبيعة المحافظة ،فكلية الزراعة مثلا تقوم في البقاع أو عكار وكلية الطب في بيروت لتواجد المراكز الطبية والمحاماة أو الهندسة في طرابلس والى سائر الكلّيات وكله على سبيل المثال.

طبعا القصة في لبنان أسهل بكثير لصغر المساحات،وكذلك هنالك الكثير من الطلبة من يودون استئجار غرفة في مكان الجامعة.

ما ذا يفعل هذا الأمر؟

أوّلاً:انه يكسر جدار الخوف من المناطق التي سببتها الحرب فغدا اللبنانيون متقوقعين في دساكرهم ويجهلون المناطق الأخرى لا بل يأخذون فكرة سيئة وضالة عنها نتيجة جهلهم إياها،فابن جونية يعتبر طرابلس تورابورا وابن عكار والضنية يعتبر المتن مجموعة زنادقة كارهين وكفار...

ثانياً : انه يجعل شريان الدم اللبناني يضخ في جميع انحاء هذا الجسد فلا تبقى مناطف مجففة من الدم وأخرى متخمة به.

ثالثاً: وهو الأهم سيضطر ابن الأشرفية مثلا أن يرسل ابنته الى طرابلس لدراسة الحقوق أو الهندسة مثلا ،وستجلس على نفس الطبقة مع ابن الشمال أو طرابلس...وستتعرف الناس الى بعضها عبر المعاشرة والمعرفة فتزول العوائق والأوهام، ومن يدري ربما تتحوّل بعض الصداقات الى حب فزواج ولا أحد في الدنيا يقدر أن يحارب عواطف الانسان أو يقمعها.

هذا هو الانصهار الأكبر للشبيبة الحرة في الأمة اللبنانية المتطورة، وسيكون لدينا خلال عقد من الزمن آلاف من الزيجات المختلطة....

قد يتفيهق بعض الدينيين ولكن جوهر الدين هو حرية الخيار وهو ما وقر في القلب وصدقه العمل وعماد الأمر أولاً الحرية حتى في الإيمان والكفر،فمن شاء فليسلم أم يتمسّح أو يتهوّد أو يبقى حراً من أي دين

هذه الفكرة هي عماد بناء وطن راقي يخرج به اللبنانيون من زواريب الطوائف والمذاهب الى لبنان الإنسان .

 
 
*** إن الآراء الواردة في النص تعبّر عن وجهة نظر كاتبها وبالتالي فإن موقع الـ LBCI  لا يتحمّل تبعات ما قد يترتب عنها قانوناً.
 
*حفاظاً على حقوق الملكية الفكرية يرجى عدم نسخ ما يزيد عن 20 في المئة من مضمون الخبر مع ذكر اسم موقع الـ LBCI Lebanon News الالكتروني وارفاقه برابط الخبر Hyperlink تحت طائلة الملاحقة القانونية




رأي حر

لبنان

الجامعات

LBCI التالي
الدكتور منذر كبارة والسيدة ياسمين زيادة
زمن المؤخرات...
LBCI السابق
إشترك لمشاهدة الفيديوهات عبر الانترنت
إشترك
حمل الآن تطبيق LBCI للهواتف المحمولة
للإطلاع على أخر الأخبار أحدث البرامج اليومية في لبنان والعالم
Google Play
App Store
We use
cookies
We use cookies to make
your experience on this
website better.
Accept
Learn More