نحنُ أمام 365 يوماً فضائح...

يندر أن يمر يومٌ من دون فضيحة في لبنان... نحنُ أمام 365 يومًا فضائح... حتى في أيام الآحاد والأعياد والعُطل، الفضائحيون لا يُعطِّلون، بل يكونوا في صدد الإعداد لصفقة او سمسرة، ينتظرون يوم العمل لتنفيذها... على سبيل المثال لا الحصر.

 

لنأخذ ملف النفايات، كم من الفضائح ارتُكِبَت باسمها: إذا عدنا قليلًا إلى الوراء، فماذا نتذكَّر؟ إغلاقُ مطمر الناعمة ثم التفتيش عن مطامرَ بديلة...

 

اقتراحات السلسلة الشرقية ثم سرار في عكار... يسقط الإقتراح فيكونُ الترحيل جاهزا... يدخل الفضائحيون على الخط فيخترعون شركاتٍ وهمية ودولا على انها قَبِلت بأن تستقبل النفايات، ليتبيَّن ان الدول التي جرى الحديثُ عنها ترفض استقبال نفاياتنا...

 

يُسحَب ملف الترحيل من التداول بعدما تقترب التهمة من الفضائحيين، فتعود المعالجة إلى المربّع الاول المحدَّد في برج حمود وكوستابرافا... ترتفع أصوات خطر كوستابرافا على سلامة الطيران المدني فيتأهّب الفضائحيون لتقديم مقترحات المبيدات التي تقتل النورس... يسقط الإقتراح بسببِ مخاطره فيتقدّم اقتراح التجهيزات التي تُصْدِر اصواتًا لأبعاد النورس... 

 

فجأةً يظهر أن هذه المعدَّات موجودة في مرفأ بيروت، قبل الكوستابرافا وقبل مقترحات الخبراء، اما لماذا هي موجودة في المرفأ فلأن الشركةَ المستورِدة استوردتها بهدف إعادة تصديرها إلى ليبيا وغيرها، وإذا كانت لليبيا، أليست الشركةُ المستورِدة مُلزَمةً بمهلةٍ للتسليم؟ أليس هناك بندٌ جزائي في حال التأخير؟ ولكن أحدا لم يُجِب لماذا هي موجودة في المرفأ من أكثر من سنة؟ ولماذا تُقدَّمُ للحكومة على أنها هِبة؟ وكيف تُقدَّمُ على أنها هبة وهي لم تمرْ بعد في مجلس الوزراء ليوافق على قبولها؟

 

أسئلة مُلزِمة لكن الأجوبة ربما لن تكون مُلزِمَة، فهناك منظومة فساد في البلد لا تخشى أحدًا في البلد وتعتبر نفسها فوق القانون وأقوى منه، فهل يضع القضاء يده على الملف؟ هل تتحرَّك النيابة العامة المالية؟ هل تتحرَّك لجنة الأشغال النيابية؟ ما يجري لم يعُد يجوزُ السكوت عنه... الصفقات تُغطَّى بالهِبات، والملفات تُغطى بالنفايات.

 

بعيدا من هذا الملف، وضع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خطاً أحمر تحت قانون الستين ليُعطي الضوء الأخضر للنسبية، موقفٌ حاز تهنئة الرئيس نبيه بري، ولكن ماذا ستكون عليه ردة فهل النائب جنبلاط المتمسِّك بالستين والرافض النسبية؟ تغريداته تأخرت، فكيف سيُفجِّر رفضه؟