ما هي آخر تطورات محادثات جنيف ؟

طغى مشهد انقسام المعارضة على الساعات الأولى التي سبقت انطلاق الجلسة الرسمية لجنيف٤. وفي اجتماعات قبل الظهر التقى دي ميستورا في موعدين منفصلين رئيس وفد المعارضة نصر الحريري ثم جهاد المقدسي وجمال سليمان الذين يمثلان ما يُعرف بمنصة القاهرة. وقد وصلا الى مبنى الامم المتحدة قبل مغادرة نصر الحريري ولم يُعرف ما اذا كانا التقياه بمسعي من دي ميستورا.

أما اول الواصلين صباحا للقاء دي ميستورا فكان رئيس وفد النظام بشار الجعفري الذي غادر بعد نحو دقيقة من وصول رئيس وفد المعارضة نصر الحريري ولم نعرف ما اذا كانت عينه قد وقعت عليه وان صدفة.
وكانت سبقت المحادثات الجانبية انطلاق الجلسات الرئيسية للمفاوضات.

هذه الجلسات التي يلف تفاصيل برنامجها غموض بناء اراده دي ميستورا لتخطي شياطين التفاصيل. 
كل الاسئلة التي تُطرح على الوفود المشاركة والراعية لمحادثات جنيف ٤ تلقى عليها الجواب نفسه انها ترتكز على القرار 2254. فهذا القرار الدولي الشهير الذي صدر اواخر العام ٢٠١٥ يجد فيه كل فريق ما يريده، ويختار منه ما يناسبه من بنود.
فما هي اهم بنود هذا القرار؟ :
اولا التأكيد علي قيام هيئة حكم انتقالي شاملة بصلاحيات تنفيذية كاملة. وهذا البند ترى فيه المعارضة انه يعني نهاية حقبة نظام الأسد.
لكن النظام يدحض هذا التفسير مرتكزا الى بند اخر في القرار يحفظ دور النظام اذ يتحدث عن دعوة ممثلي الحكومة والمعارضة للتفاوض حول عملية انتقال سياسي وتشكيل حكومة شاملة.

حتي دي ميستورا يمكن أن يجد في هذا القرار ما يمكنه من حشر المعارضة اذا اراد وتبرير دعوته لمنصات معارضة اضافية مثل معارضة القاهرة ومعارضة موسكو اذ ان القرار ٢٢٥٤ يضم ايضا بندا يتحدث عن جمع أوسع طيف من المعارضة للمشاركة بعمليات التفاوض.

كل هذا يجعل امكانية تسهيل المفاوضات كما عرقلتها ممكنة استنادا الى القرار الدولي ٢٢٥٤ بمروحة بنوده المتشعبة والغامضة احيانا.