كتب الدكتور محمد نديم الجسر على صفحته في الفايس بوك كلاما نقلت نصه بحرفية لما وجدت فيه من المعنى الحقيقي والصادق لمن يعرف لبنان الحقيقي ويؤمن به إيمانا خالصا لعين الوطن الذي يضمّنا مسلمين ومسيحيين.
يقول محمد الجسر:
(من قال بأن المناصفة التي نتمسك بها جميعا، و عن قناعة كاملة، تتحقق بطرح إنتخابي يقسم اللبنانيين و يشرذمهم ؟". هذا التساؤل الهام ، المتضمن في طياته الإجابة عليه، ورد على لسان الرئيس نجيب الميقاتي. و ليسمح لنا الرئيس أن نضيف بعضا مما أمسك عن ذكره تجنبا لفتح المجال أمام التأويلات : المناصفة إن لم تنغرس في نفوس اللبنانيين المسلمين، لن يصونها نص دستوري و لن يمنع أفولها خطاب التظلم الدائم. و المناصفة ليست هي التي تحمي الوجود المسيحي و تحفظ دوره الهام إنطلاقا من هذا الوطن الصغير و وصولا الى المدى الأرحب عربيا و إسلاميا. فلا تضيعوا في الصيغ، و تنساقوا وراء حسابات ضيقة و مرحلية. إنطلقوا الى مساحة التلاقي و التضامن التي عشنا فيها سوية على مدى قرون طويلة. أنتم راسخون في قناعاتنا و سويداء ضميرنا، فلا تقزموا هذه القيمة في سوق المساومة السياسية)أه.
فيا فخامة رئيس البلاد
أنا كنت من المؤيّدين لمجيئك للرئاسة لا موالاة لشخصك وإني من بيت لا يوالي الأشخاص مهما عظم شأنهم بل أؤيد أو أعارض أفكارهم وأثني أو أهاجم أعمالهم،
وقناعتي باستحقاقك الرئاسة كان لأنك تملك الكتلة النيابية الأكبر التي تجعل الرئاسة من حقك في بلد رئاساته الثانية والثالثة قائمتان على هذه القاعدة.
طبعا أنا لا أنفي إعجابي بك أواخر الثمانينات حتى أني بعثت لك بكتيب شعر صغير
بواسطة أحد الأصدقاء يوم كانت الطرقات مقطوعة وعيون المخابرات السورية تراقب حتى أنفاسنا نحن اللبنانيين،ومن الطرفة ذكر القصة فالصديق المسيحي الذي كلفته بتسليم الكتاب وهو كان عائدا من طرابلس الى بيروت ، أبدى استعداده غير أنه طلب إلي أن أكتب الإهداء على قصاصة ورق خوفا من أن يقرأ العسس السوري اسمك على الكتاب،ووعدني بأن ينقله بخطّ يده بعد أن يصل آمناً إلى بيته،وها أنا أكتب ذلك الإهداء للذكرى وهو للتارخ كتبته لك يوم كنت ضد الظلم السوري فحسب:يقول الإهداء: بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه وأوشك أنّا لاحقان بقيصرا.... فقلت له لا تبك عينك إنّما نحاول ملكاً أو نموت فنعذرا
وكان هذا الكلام يومذاك يودى للمهالك.
أما اليوم وأنت في سدّة الرئاسة الآتية إليك من أوسع أبوابها...أقول بصدق : إنك يا فخامة الرئيس في عين الردى...ولست أتكلم عن الردى القائم حولنا وهو خطير،بل عن الردى في قلب الوطن وهو آتٍ إليك من أقرب المقرّبين، وليس قولي هذا بتحريض أتعالى عنه بل بقناعة أن المقرّبين متسرّعون وغير ناضجين ...ويكفي هذا الخطاب الطائفي المقيت في بلد جلّ أهله طائفيون فنحن كأعواد الكبريت يكفي تشعيل عود ليشتعل الجميع.
يا فخامة الرئيس
أخبرني صديق من سنين وهو موثوق انه حين جلستما في خلوة طويلة شفّت نفسك وأنزلت دمعة قائلا له :أنا كل حلمي أن أرجّع الدولة .
الدولة لا تعود إذا فقدنا هذا اللبنان الذي تحدث عنه محمد نديم الجسر ولبنان لا يقوم ولو بلّطناه بالمرمر وزخرفناه بالياقوت والزمرد وأجرينا فيه أنهار العسل والغاز والبحبوحة ،لا يقوم إذا لم نضمن الؤآم بين اللبنانيين كافة مواطنين أخوة متساويين...
أرجوك يا فخامة الرئيس ،أوقف هذا الخطاب الطائفي القاتل واجمع حولك عقلاء المسيحيين الكبار وهم كبار وعقلاء ومخلصين ...ليبنوا معك الدولة القائمة على الصيغة اللبنانية الصادقة والعائشة فينا من زمن طويل طويلٍ.