وين علقانين ؟
سؤال طرحه اللبنانيون اليوم عندما علقوا فجأة على الطرقات التي اقفلها اصحاب الشاحنات .
لم يتنبه اللبنانيون الى انهم يطرحون هذا السؤال كل يوم , ويجيبون عنه بأنفسهم كل يوم .
عندما تتحول طرقاتنا مع كل اول شتوة الى مستنقع , عندما تتراكم النفايات في شوارعنا , عندما يتلوث هواؤنا ومياهنا , نسأل كل يوم ,وين علقانين ؟
عندما يتغلغل الفساد في دوائرنا , عندما تخيط دفاتر شروط المناقصات والمزايدات على قياسات كارتيل المال والمقاولين , عندما يهاجر اولادنا بسبب البطالة , نسأل كل يوم وين علقانين ؟
عندما ننظر الى السلطة من حولنا , فنراها هي هي منذ عقود , عندما نتذكر امجاد هذه الوجوه , في عز الحرب وفي عز السلم , نسأل كل يوم ,وين علقانين ؟
عندما نلمس تهرب هذه السلطة من وضع قانون انتخابي يعيد لنا حقنا بتغييرها ,عندما يعلو الخطاب الطائفي على ما عداه , عندما نستعيد مفردات الحرب , من الخراب الى الفوضى الى دق الخطر عالبواب , نسأل كل يوم ,وين علقانين ؟
الجواب نعرفه جميعا ونكرره جميعا : ويني الدولة ؟ وين هذا المخلوق الذي لم يجد سبيلا للعيش بعد ؟ من يخنقه في مهده كلما حان وقت الولادة ؟
في السادس والعشرين من نيسان العام 2005 , انسحب آخر جندي سوري من لبنان وانتهى زمن الوصاية .
كبرت الاحلام , واصبحنا على مقربة من ولادة الدولة.
اليوم , وبعد سبعة عشر عاما , تلاشت الاحلام , واصبح سقف طموحنا العيش بكرامة ,والتعلم بكرامة , والحصول على الطبابة بكرامة .
اليوم علقنا ,حسب تغريدة احد المواطنين بين مطرقة الدولة وسندان زعرانها , فلا تجعلونا نتحسر على زمن الوصاية .
التالي
تاريخ الصحافة العربية في دقائق…