يعتبر حليب الثدي الذي ينتجه الرجال الذين تحولوا إلى نساء مفيدًا للأطفال الرضع مثل حليب الأنثى الوراثية، وفقًا لمسؤولي الصحة البريطانيين، الأمر ما أثار غضب النقاد الذين يشككون في العلم.
وأكدت رسالة مسربة من مستشفيات جامعة ساسكس التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية أن الحليب الذي تنتجه النساء المتحولات جنسيًا بعد تناول مجموعة من الأدوية والهرمونات "يشبه ذلك الذي تنتجه الأم بعد ولادة الطفل"، حسبما نقل موقع
نيويورك بوست.
وقالت الرسالة المرسلة إلى النقاد الذين قدموا شكوى رسمية ضد مجموعة المستشفيات التقدمية: "يوضح الموظفون أيضًا أن مصطلح الحليب البشري يُقصد به أن يكون محايدًا وليس متحيزًا على أساس الجنس".
وأوضح المستشفى، الذي يدعي أنه كان أول من استخدم مصطلح "الرضاعة الطبيعية" الذي يشمل الجنسين، أن النساء المتحولات جنسيا يمكن أن يطورن الرضاعة جزئيا عن طريق تناول هرمون البروجستين، الذي يساعد على تطوير الغدد البيولوجية المنتجة للحليب الموجودة بالفعل ولكنها نائمة عادة لدى الرجال.
وتساعد الأدوية مثل الدومبيريدون، الذي يُعطى غالبًا للنساء البيولوجيات اللاتي يكافحن من أجل الرضاعة الطبيعية، على تحفيز إنتاج البرولاكتين، وهو هرمون منفصل يأمر الجسم بإنتاج الحليب.
وفي حين أن الدومبيريدون، المعروف أيضًا بالاسم التجاري موتيليوم، لم يكن مخصصًا لهذا الاستخدام، إلا أن USHT قال إن هذه الممارسة آمنة، على الرغم من أن الدواء يمكن أن ينتقل إلى الطفل من خلال الرضاعة الطبيعية وله القدرة على التأثير على قلب الطفل.
وتقول شركة موتيليوم إنه قد يتم اكتشاف كميات صغيرة فقط من الدواء في حليب الثدي، على الرغم من أنها تضيف أن الدواء "يجب استخدامه أثناء الرضاعة الطبيعية فقط إذا رأى طبيبك أن ذلك ضروري بشكل واضح".
لكن لوتي مور من مركز أبحاث Policy Exchange أرسلت رسالة إلى صحيفة التلغراف (الصحيفة التي نشرت الدراسة في الأصل) انتقدت فيها توجيهات المستشفى، ووصفتها بأنها "غير متوازنة" و"ساذجة".
وقالت للمنافذ: "هذه الرسالة غير متوازنة وساذجة في تأكيدها على أن الإفرازات التي يفرزها الذكر على الهرمونات يمكن أن تغذي الرضيع بنفس الطريقة التي يمكن بها حليب الأم أن تغذيها".
"يجب أن يكون لرفاهية الطفل دائمًا الأسبقية على سياسات الهوية وأنظمة المعتقدات المتنازع عليها والتي لا تستند إلى أدلة، قالت مور: "لا ينبغي لهيئة الخدمات الصحية الوطنية أن تنغمس في هذا الهراء".
وأضافت لصحيفة The Post يوم الاثنين أن هناك سؤالاً حول مقدار الاختبارات التي تم إجراؤها لاتخاذ مثل هذا القرار.
"أعتقد أنه من التهور محاولة تجربة ذلك على الأطفال. هل قاموا حقًا بتحليل تأثير ذلك على الحليب؟ هل قاموا بتحليل التأثير على الطفل؟"، وأضافت أنها لا تعرف نوع التأثيرات التي قد يتعرض لها الشخص الذي يتناول الهرمون.
وكانت مجموعة المستشفيات، التي تفتخر أيضًا بأنها أنشأت "أول إرشادات سريرية ولغوية في بريطانيا تدعم الأشخاص المتحولين وغير الثنائيين"، موضوع شكوى العام الفائت من قبل منظمة "أطفال المتحولين"، وهي منظمة تدافع عن الأطفال الذين لديهم آباء لديهم الجنسين المتحولين.
ورداً على الشكوى، أشارت رسالة المستشفيات إلى إرشادات منظمة الصحة العالمية و"الأدلة الدامغة" على أن "الحليب البشري" بشكل عام أفضل للطفل من الحليب الصناعي.
وأشارت إلى دراسة أجريت عام 2022 وجدت أن "تركيزات هرمون تستوستيرون الحليب" كانت أقل من 1٪ مع "عدم وجود آثار جانبية ملحوظة" لدى الأطفال.
وقامت USHT منذ ذلك الحين بإزالة صفحة الويب الخاصة بها بتوجيهاتها الجديدة التي تروج للرضاعة الطبيعية من قبل النساء المتحولات، وبدلاً من ذلك ترتبط الآن بمجموعة الرضاعة الطبيعية La Leche League، والتي تنص على أنها "تدعم كل من يريد الرضاعة الطبيعية في الوصول إلى أهدافهم".
لكن مندوبًا عن المستشفى قال إنه لا يزال "متمسكًا بحقائق الرسالة والأدلة المذكورة الداعمة لها".
ولدى La Leche صفحة كاملة على موقعها الإلكتروني مخصصة لدعم الآباء المتحولين جنسيًا وغير الثنائيين.
ويحتوي الموقع الرسمي للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أيضًا على إرشادات خاصة به منشورة للآباء المتحولين جنسياً وغير الثنائيين حول كيفية الرضاعة الطبيعية.
لكن الوكالة الفيدرالية ابتعدت بوضوح عن تقديم المشورة للجمهور في كلتا الحالتين فيما يتعلق بالمخاطر المحتملة المزعومة، مما أثار انتقادات من بعض خبراء الصحة.