مستوى اللغة الفرنسية المطلوب للمهاجرين يرتفع على مر السنوات في فرنسا

يتوقع أن تشدد شروط اتقان اللغة الفرنسية المطلوبة من الأجانب الراغبين في العيش في فرنسا مع قانون الهجرة المثير للجدل والتي يعتبرها مدرسون "مفرطة" أساسا، فيما يعرب علي وعثمان عن قلقهما إزاء هذه المسألة.

تقوم سيلفي بيدرون (65 عاما) وهي مديرة مدرسة متقاعدة بتعليم اللغة الفرنسية طوعا منذ عشر سنوات، وعثمان (18 عاما) الذي وصل من نيجيريا في تشرين الاول، أحد تلاميذها.

مع نسيم الشاب الأفغاني البالغ من العمر 23 عاما الموجود في فرنسا منذ عام 2022، وخمسة أشخاص آخرين من أميركا الجنوبية أو العراق، يخطو عثمان أولى خطواته بلغة موليير في قاعة في الطابق الأول في مركز اجتماعي في حي شعبي بمدينة تولوز (جنوب غرب(.

تقول آن برابان (53 عاما) وهي مدربة اللغة الفرنسية كلغة أجنبية إن "البعض لديهم أساس جيد في لغة أخرى، ويتعلمون بسرعة. ولكن هذه الحالة لا تنطبق على الجميع".

وقال أرنو إنغران (46 عاما) وهو مدرب آخر للفرنسية كلغة أجنبية "هناك مستويات مختلفة جدا. البعض لم يسمعوا الفرنسية أبدا ولا يجيدون الكتابة حتى بلغتهم الأم، هناك أيضاً أشخاص يجيدون لغة لكن بأحرف أبجدية أخرى".

تعلم "مهم"

أما علي فهو جزائري مقيم بشكل غير شرعي في فرنسا منذ أكثر من سنة، ويرى ان "تكلم الفرنسية أمر مهم" ويتابع دروسا كل أسبوع.

لكن اذا كان يتمكن من إيصال فكرته شفويا بالفرنسية فانه لا يزال يواجه صعوبة في الكتابة. ويقول "الأمر معقد، المستوى صعب جدا!" معبرا عن قلقه مما يخبئه قانون الهجرة الجديد الذي أُقرّ هذا الأسبوع للحصول على إقامة.

حتى الآن، كان على الوافدين الجدد الذين يتم تقييم إتقانهم للغة الفرنسية تحت المستوى A1 (المستوى التمهيدي) أن يتبعوا 600 ساعة من التدريب المنصوص عليها في المكتب الفرنسي للهجرة والاندماج.

كان حضور الفصل هو الشرط الوحيد الذي يجب الالتزام به، لكن بات يتبعه امتحان خطي وشفوي من الآن فصاعداً.

أمام مجلس الشيوخ في تشرين الثاني، أعلن وزير الداخلية جيرالد دارمانين أن "الأشخاص الذين يطالبون بتصريح إقامة طويل المدى على الأراضي الوطنية عليهم ليس فقط تلقي دروس اللغة الفرنسية انما أيضا النجاح في الامتحان".

وأضاف أنه بدون نجاح "لا يمكن أن يكون هناك تصريح إقامة".

بحسب أرنو إنغران فان هذا المطلب "غير منطقي" لأن التدريب الذي يتم تقديمه "غير كاف" موضحا "600 ساعة لتعلم الفرنسية، أمر مستحيل!".

وهذا المستوى يفترض ان يرتفع أكثر لطالبي تصريح الإقامة الصالح لعشر سنوات وطالبي الحصول على الجنسية.

معاقبة الأضعف

تقول آن برابان "من سيء الى أسوأ!" موضحة "كلما مرت السنوات كلما تشدد مستوى الفرنسية المطلوب للأجانب".

بخصوص الحصول على الجنسية فانه "منذ العام 2020، يجب الحصول على مستوى B1 : معرفة كيفية سرد حدث وفهم مناقشة" كما أوضحت.

بحسب تقرير لجمعية "الفرنسية للجميع" نشر في تشرين الثاني فان هذا الأمر "عاقب بشدة الأشخاص الأضعف" منددا "بمستويات مفرطة وغير ملائمة".

مع قانون الهجرة، بات يفترض على طالبي الجنسية الحصول على مستوى B2، أي أن يكون لديهم القدرة على فهم نص معقد.

تقول ستيفاني دوي، 58 عاما، رئيسة قسم التدريب في رابطة التعليم إن "اللغة هي إحدى أدوات الاندماج بالتأكيد لكن هناك أيضا الحياة الاجتماعية".

في العام الماضي، تم إصدار 316,174 تصريح إقامة أول، بحسب وزارة الداخلية. ومن بين 110,080 مرشحا موقعين على عقد الاندماج الجمهوري(CIR) فان 46,5% لا يحملون مستوى شهادة A1 وكان عليهم تحسين لغتهم.

إذا كان القانون لا ينص على زيادة التدريب، فإنه يجبر الشركات على اعتبار دورات اللغة الفرنسية "وقت عمل فعلي ما يؤدي إلى الإبقاء على الأجر".

وأعرب أرنو إنغران عن أسفه لأن "الإمكانات لا تواكب" دخول القانون الجديد حيز التنفيذ والذي، بحسب رأيه، "سيخلق المزيد من العمل بدون أوراق ثبوتية وعدم استقرار" للأجانب الوافدين الى فرنسا.