تعرض جنود من الكتيبة الفرنسية العاملة في إطار اليونفيل في جنوب لبنان في 26 تموز الماضي لهجوم بالمتفجرات إلى الجنوب من مدينة صيدا ما أدى في حينه إلى جرح ستة منهم .
وعلى خلفية هذا الهجوم وبعد نحو أسبوع على حصوله وجه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في الثالث من آب رسالة إلى كل من رئيسي الجمهورية والحكومة في لبنان أشار فيها إلى ان اعتداء السادس والعشرين من تموز في حال تكرر لا يُمكن إلا أن يطرح بالنسبة إلى فرنسا سؤالاً حول مبرر إبقاء جنودها في مواجهة أخطار لا تتعامل معها الدولة المضيفة كما يجب , ومن الضروري إتخاذ إجراءات سريعة لضمان الأمن وخصوصاً على خط المواصلات الذي يصل بين الشمال والجنوب.
وفي الوقت الذي كانت قيادة اليونيفيل ستعود إلى الفرنسيين مع العام 2012، لفت في الثاني من الشهر الحالي ما نشرته صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية عن أن فرنسا تعتزم التخلي عن قيادة قوات الطوارئ خشية اختطاف عناصر من قواتها , مشيرة إلى أن الأنظار تتجه إلى جنود اليونيفيل باعتبارهم رهائن, وأن الفرنسيين يعزفون عن قيادة اليونيفيل,لأنهم يعتبرون أن هذه القوات لم تعد قادرة على تنفيذ مهمتها بسبب تقلص حرية الحركة وإذلال الجنود.
وذكرت الصحيفة أن رغبة باريس في التواري عن الأنظار في الجنوب اللبناني تأتي فيما تلعب الديبلوماسية الفرنسية دورا رئيساً في الحملة على النظام السوري .
هجوما 26 تموز و9 كانون الأول أتيا أيضاً في أعقاب زيارة لقائد الجيش العماد جان قهوجي إلى فرنسا في تموز الماضي وتعهد في خلالها للسلطات الفرنسية أن الجيش اللبناني سيكون بالمرصاد لأي محاولة للنيل من القوات الدولية وسيرد عليها بحزم .
ويؤكد الهجوم على اليونيفيل في صور أن الجنوب عاد وبقوة ساحة لتوجيه الرسائل في اتجاهات عدة، إذ أن هذا الهجوم أتى أيضاً بعد مضي 10 أيام على إطلاق صواريخ من منطقة عمل اليونفيل باتجاه إسرائيل ترافق مع لغط حول مسؤولية كتائب عبدالله عزام عن هذه العملية والأهداف المتوخاة منها.