عندما تغيب الدولة يدعي زعرانها انتماءهم الى احزاب , يحاولون عبر التلطي خلفها , فرض مخالفاتهم وخواتهم على مواطنين آخرين .
المشكلة اليوم ليست في الحزبين اللذين ينفيان علاقتهما بالمعتدي, انما هي في شريعة الغاب التي تسود دولة المساومات.
دولة تخلت طوعا عن دورها في حماية مواطنيها , تُنتهك مشاعاتها واملاكها البحرية العامة , فتساوم المنتهكين وتبتكر لهم قوانين تسوّي اوضاعهم .فهل تذكرون aishti , وشاطئ عدلون , تذكروا جيدا لان المساومات ستأتي مقوننة وتحت شعار : رح نحصل كثير مصاري".
يفتك الفساد في مفاصلها , فتساوم الفاسدين وتبطِل مناقصاتهم ومزايداتهم موقتا , لكنَّ احدا فيها لا يعاقب على هدر ملايين اللبنانيين .فهل تذكرون فروقات الاسعار التي بلغت العشرين مليون دولار للمتعهد الواحد في ملف النفايات بين المناقصة الاولى والثانية , وكيف فاز المتعهد نفسه بالمناقصة وهل تذكرون فروقات اسعار تلزيم السوق الحرة ؟ تذكروا جيدا لان احدا لن يذكركم.
يُقتل ابناؤها برصاص الزعران , فيغطى القتلة ويهرّبون , اما من يُعتقل منهم فيتنعم بمماطلة قانونية تحميه من احكام عادلة. تذكروا جيدا جورج الريف , فقتله موثق بالصوت والصورة ولكن القضاء ما شافش حاجة.
دولة قواها الامنية delivery تتحرك صوب اصالة الى المطار لكي لا تنزعج الفنانة , وأحكامها القضائية عالسكين يا بطيخ , ولعل الافراج عن الفنانة اصالة , غيرِ المقيمة في لبنان بسند اقامة, ابرز الامثلة على هذه الاحكام.
بين الدولة واللادولة لا مساومة , فالسلطة بمفاصلها كافة تعرف ان الدولة تهدم المخالفات ولا تحميها , تفتح ملفات الفساد ولا تغلقها , تعتقل الزعران والفاسدين ولا تتناول وجباتهم الغنية جدا , وتدخن سيغارهم الفاخر جدا جدا , ابحثوا عن صور اركان السلطة وحديثي النعمة على مواقع التواصل تكتشفون العجائب.
بين الدولة واللادولة , على السلطة ان تختار , ففي عز الحرب لم ييأس اللبنانيون كما اليوم ,لم يخافوا كما اليوم, ولم يفقدوا الثقة بحكومة استعادةِ الثقة كما اليوم.
اما الlbci والاكثرية الساحقة من اللبنانيين , فبين الدولة واللادولة , سيختارون الدولة , وبين قضاء العجلة والتهويل والتخويف, سيختارون الاستمرار في مكافحة الفساد , لانهم مثلما قال رئيس الجمهورية في خطاب القسم لن يسمحوا بتحويل اقصى احلامهم الى حقيبة سفر .