اللبنانيون ليسوا أغبياء قطعاً لكنهم عاجزون أمام أمراء الحرب والسلم وعرّابي القبائل المطيّفة والممذهبة...
إنهم عاجزون ببساطة لا لقلّة عددهم بل لأن القبائل تقتل وتضرب وهي تأتمر بغباء بأوامر أسيادها...وأؤكد على الغباء لأن هذه الفئات هي الأثر حرماناً وظلماً وجهلاً وفقراً،وبسبب ذلك فإن اسيادهم يستعبدونهم بفقرهم ويحركون نزعات الطائفية والمذهبية وحتى الايديولوجية متكلين على جهلهم وتخلّفهم.
اللبنانيون ليسوا اغبياء قطعاً فهم يعرفون أن جبنة الكهرباء ستُقسّم وجبنة الألياف أيضاً على قاعدة "حكّللي تا حكّكلّك".
وهم يعرفون أن الجميع مجمعون على قانون انتخابات يؤمّن عودتهم لا قانون يخدم الأمّة اللبنانية ،وهم لا يريدون الأمّة اللبنانية بل يسعون دوما الى شرذمة الوطن ليضمن كل عرّاب منهم دسكرته،حتى وعذرا للتعبير،يصيح كل ديك على مزبلته.
واللبنانيون أذكياء يعرفون أن الأغنياء الجدد يسعون إلى شراء تاريخ لهم ويسخرون منهم فمن بنى تاريخه على الحرام من سرقات وسمسرات لا يقدر أن يشتري تاريخا مشرّفا ،فوحدهم أصحاب التاريخ المشرّف عبر أعمالهم وحياتهم يستطيعون أن يرفعوا رؤوسهم حنى من غير مناصب ورتب فلا الجبّة تصنع راهبا ولا المركز يصنع الكبير...
اليوم اختلف الأفرقاء ففضحوا بعضهم بالصفقات الحالية وغدا سيتفقون فللسماسرة لغة سحرية...
وبعد ذلك سيطلعون على اللبنانيين بمقولة دستورية تحتّم إجراء الانتخابات وفق قانون الستّين فهو بالنسبة لهم أضعف الإيمان، لأن الأرض تموج من تحت أرجلهم وسيخسرون قليلا ...علّ هذا القليل يكون زادا للمعارك المستقبلية...
اللبنانيون ليسوا أغبياء وعلى الرغم من عجزهم أمام هذه الطغمة الفاسدة من رأسها إلى أخمص قدميها سيحرزون التغيير حتماً ورغما عن أنوف المرائين...
أيها اللبنانيون شيبة وشبيبة : لا تستسلموا فالنصر دائما سيعود للناس فالناس ملح الأرض والحكّام دودها.