عندما اجتمع النواب بعد تناتشٍ وخلاف حول قانون الانتخابات النيابيةٍ، دخلوا الى الغرفة المُعتمة، كلّ فريقٍ، شاحذاً سكاكينه وحاملاً هواجسه الشخصية ....تشاحنوا وفاصلوا حتى النزع الأخير فجاء مولودهم السبيعي ليعلنوه على الناس الذين تلقفوه كالمنام المخربط...
ثم بدأوا فعل الندامة بعدما تأكد لهم بالأرقام أن النتائج وفق هذا القانون العجيب ستكون كارثية عليهم...
لأجل ذلك أطلع وزير الداخلية أرنب البطاقة الممغنطة من جيبه مفتتحا بزار التأجيل....
لا تتعجّبوا أيها اللبنانيون،فقد طارت الانتخابات الفرعية بلا سبب في حمأة الاحتفالات بالإنتصارات...
أما اليوم فقد بدأت بوادر الفكفكة للقانون،فقام الحديث عن التفضيلي وستتبعه أحاديث أخرى،ومن يدري،فربما تصل المنازعات إلى إلغاء القانون أو إلى تأجيل الانتخابات سنة أخرى....والسبب الكبير جاهز دوما طالما أن المنطقة بأكملها متوترة ولبنان في عين الأزمة ولن ينجيه منها إلا إبقاء الوضع على حاله حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا..
فريقٌ يريد ان ينتخب المجلس القادم رئيس الجمهورية ولا يصح الأمر إلا بتأجيل الانتخابات سنة أخرى، وفريق يريد لنفسه متسعا من الوقت ليسترجع بريقا خسره على مرّ السنوات الماضية، وفريق يتطلّع إليهما ضاحكا وساخرا منهما،مدركا أن الأمر بالنسبة إليه سيّان، فهو رابح بكلّ الأحوال...وعينه على أبعد بكثير من الانتخابات النيابية...
وتبقى أنت أيها المواطن اللبناني،الفريق الرابع الذي لا حول له ولا قوة ...فريقا مستكينا مشلولا لا أمل لديه ولا حتى حلم...
مغلوب على أمرك أنت أيها المواطن اللبناني ما دمت مسلّما بقدرك الذليل .
وحدهُ كسرُ قدرِك بإرادتك هو الخلاص،وبغير ذلك فأنت جسدٌ بلا روح، وانت باستسلامك الضعيف غير جدير بحياة الأحرار...