عندما نستيقظُ على رائحة الموت... إلى اللقاء "سو"

عندما نستيقظُ على رائحة الموت، تدور من حولنا عقارب الساعة وتُعيدنا إلى ذلك اليوم – البداية.

 

يا "سو"، في زمنِ الأسود والأبيض، كان الفرح غير مرئي... واليوم، في زمن الألوان الزاهية، باتَ الحزن يتربّع على عرشِ الألوان، يطفو بسوادِه على سطح البحر، غير آبهٍ بآثاره.

 

انتظرتُ يوماً، لأكتب عن ما آلَ إليه رحيلك... رافضة أن أصدّق أنَّ من قاومَ لسنة، استسلمَ في نهاية المطاف.

 

لقد كنتِ جسداً يغرق في قعر البحر، وروحاً تطفو على سطحِ الحياة.

 

لم تُخفِ وجعكِ وأنينكِ، بل جعلتي منهما مصدر قوّة واعتزاز.

 

 

سوداوية المرض كان ممنوعا عليها من اختراق ضلوع قفصكِ الصدري، لم تتكئي على وسادتكِ وأنتِ تخشين الموت، بل واجهتيه بجرأة وإيمان..

 

من داخل غرفتكِ، انتظرتِ شروق الشمس، لعلّك ترينَ عيني ابنكِ زياد مرّة أخرى، ولكنّ الموت خذلك.

 

حلّ الليلّ بصمتٍ، رتبتِ أغراضكِ، وارتحلتِ، وجدران غرفتكِ الدافئة، وحدها من شهدَ على رحيلك.

 

 

ذبلت الورود ونَبت الشوك مكانها، أسلمَت الروح نفسها، ودَّعت أوجاعها، وجاءت سكرة الموت... وعُدتِ الى فراشكِ.

 

أكتبُ إليكِ وعيناي غارقتان بالدموع، نبضات قلبي تتخبّط وكأنني أقف على الهاوية، أخشى السقوط... لأن رحيلك يا "سو" بوجّع كتير.

 

الى اللقاء...

 

-ستيفاني يوسف-