ولّلي عندنا شو؟

في ماليزيا يُحاكم الرئيس السابق نجيب رزاق بتهمة اختلاس تبلغ 700 مليون دولار موزعة بين جواهر وحلى زوجته المصونة ويخت كبير للانتشاء، كما يتضمن تمويل فيلم "ذئب وال ستريت" في هوليوود.

الماليزيون يعتبرونها الفضيحة الكارثية الأسوأ بتاريخ البلد....وماليزيا أكبر من لبنان بأضعاف مضاعفة مساحةً واقتصاداً وثروةً....

نحنُ في لبنان سبّاقون دائما في الفساد ولكنّ الأبطال عندنا لا يعبّرون مبلغ ال700 مليون طبعا، فالأرقام التي كان فريق سياسي وازن يتهم فريقا آخرا بها ...تتحدث عن مليارات الدولارات لا ملايين....كتبوا فيها المقامات وألفوا منها الكتب....وما زال رجعُ زعيقهم في آذان اللبنايين حتى بعدما هدأ اللعبُ وتصالح الإثنان كرمى للوحدة الوطنية.

طبعا هذه المليارات ليست الوحيدة ولا هذا الاتهام يتيما.....فالأرقام المنهوبة من كل الأفرقاء وعلى مدى سنوات مذ حطّت الحرب رحالها...تبلغ أضعافا مضاعفة في بلد لا يساوي عشر ماليزيا، وله عدة حكام آلهة لا يَطالهم القانون، بل هم مجتمعين يلبسونه خفّا في أرجلهم،"يُدَعْوِسونَهُ" كما يشاؤون وكما هي كرامة اللبنانيين وأرزاقهم وحقوقهم وحقوق أولادهم....

العرف اللبناني المستور والأقوى هو عرف مافياوي متين....فرؤساء القبائل يخرجون من خيمهم كل حين ويتناتشون ويتبادلون الاتهامات والشتائم....ومن ثم يتفقون وفق العرف الأصيل فيرجع كلٌّ إلى خيمته غانما منصورا ....ليتشدقوا جميعهم بالوحدة الوطنية صونا لبلاد أكلوها وما زالوا وخربوها وما زالوا وضحكوا على شعبها و ما زالوا باسم الميثاقية والتوازن الطائفي والمذهبي وباسم الدستور المزني به صباحاً مساءً،سرّاً وجهاراً...

مسكين نجيب رزاق...على الأقل هنالك كهرباء في ماليزيا وهناك مياه سليمة وشواطىء غير ملوّثة ....

على الأقل هنالك اقتصاد قائم وليس بلداً متسوّلاً ومنهوباً وبدون أبنائه الشرفاء في الغربة، لغدت ليرتنا تحت الأرض،و لغدونا في خبر كان...
هل هناك بصيص أمل في المحاسبة ؟؟؟ أبداً. مع كل الأسف والقهر واليأس ...فالأمراء هزمونا نحن الشعب اللبناني ....

ولا أعرف صدقا إذا جملة "ولّلي عنّا شو" سيحاسبوننا عليها..