هذا هو اللبناني منذ البدء، يجيد الترقيع وتدوير الزوايا وهذا هو لبنان منذ تأسس دولةً في العشرينيات.
قام لبنان على خلافٍ حول هويته وسوّاها الرئيس رياض الصلح على الطريقة اللبنانية في مقولته الشهيرة : "لبنان ذو وجه عربي" في ترقيع لبناني لإرضاء الطرفين المتخاصمين.
وبعد أن دكّت الحرب بلادنا وخرجنا جميعنا منها مثخنين بالجراح، ولّف لنا نوابنا اتفاق الطائف،هذا الاتفاق المليء بالثغرات والألغام والكثير من المجهول وجلّ ما فيه وعدٌ بإلغاء الطائفية السياسية، هو قطعا في علم الغيب في بلد أكثر من ثلثي مواطنيه طائفيون ومذهبيون وقبليون...
من هذه التوليفة الملغومة والتي عالجناها على الطريقة اللبنانية، نشأ الشعور بالغبن المسيحي بعدما تحوّل رئيس الجمهورية من حاكم بأمره الى رمز وطني مجرّد من الصلاحيات...
هذا الركام من المعالجات على الطريقة اللبنانية أدخلنا في أزمات حكم متتالية، آخرها ما نشهده اليوم عبر اصرار الوزير باسيل على أخذ الديك وحق الديك وإعطاء الرئيس خمس وزراء.
هذا المطلب يعارضه قسمٌ من المسيحيين والرئيسان الحريري وبري طبعا.
في الحقيقة، ما يحتاجه هذا الوطن هو رئيس بصلاحيات فاعلة وليكن منتخبا من الشعب، ولتكن الرئاسات كلها بالمداورة حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا...
إلى أين من هنا؟؟ ومن غير أن ننسى التجاذب الخارجي والمتّكلين على التغييرات القادمة... نتساءل: هل الأمر ماضِ الى أزمة مقفلة تقودنا الى اتفاق جديد على الطريقة اللبنانية،يكون أصغر من طائف وأكبر من دوحة كما يردد الرئيس ميقاتي من سنين، وتكون نتيجته المثالثة؟
ممكنٌ جدا ولكنّ الأكيد أن لا قيام لدولة حقيقة في الأفق البعيد...
فلنحيا على الطريقة اللبنانية بكل شواذاتها ومراراتها... وانعكاساتها على هذا المواطن الذي لا حول له ولا قوة سوى أن يكون لبنانيا مأكولاً ومدعوساً ومكبّلا.
حسين الجسر