أصحاب الجيليات الصفر خربوا الدنيا في فرنسا وتمادوا دفاعا عن جيوبهم ونحن سنخرب البلد لأن سفيها فيما تسافه تمادى في سفاهته.
اسرائيل مشغولة في فضيحة فساد تطال رئيس وزرائها ونحن مشغولون بإضافة أو تنقيص وزير فيما البلد على حافة الانهيار.
عن أي أم يتكلم رئيس الجمهورية؟ عن أي أم للوطن ومعظم أبنائه السياسيين زنوا به على امتداد أربعة عقود؟؟؟
الانتخابات اللبنانية الأخيرة أثبتت أن معظم المواطنين اللبنانيين طائفيون وقبليون.
إنها معادلة بسيطة : الجهل والفقر الغالبان في الشعب اللبناني يؤديان للانغلاق والتطيّف والتمذهب والقبلية.
تتربّص كل طائفة بأخرى زودا عن مصالحها ويلوذ الفقراء والجهلة بزعمائهم خوفاً على خبزهم ودوائهم.
حتى المتعلمين أصابتهم لوثة الاستتباع فكثيرون منهم تحوّلوا إلى أزلام لسياسييهم صونا لرزقهم وبحثا عن المزيد من فتات...
بكل قهر ومرارة نحن لم نرتق بعد الى درجة المواطنية ، فقبليتنا تجرّنا وتسحبنا بأقدامنا نحو مستنقع الرعايا نؤلّه الصنم بينما نتشدّق بالإيمان.
اليوم الفقر يعوي في البيوت وآلاف المؤسسات المتوسطة والصغيرة تفلس والبطالة تكشر عن أنيابها ،والعالم المتحضر ينشر نعوتنا بأننا بلد على وشك الإفلاس وليرتنا مهددة بالانهيار ، وبأننا الاوائل بين دول الفساد، وأن التلوّث والنفايات تتزايد ،كذلك الأمراض...
هذه حالنا بكل صدق بينما تعجّ شاشاتنا بالحديث عمّن يتسافهون وينبشون القبور، كل يعتبر طائفته الأسمى ومنطقته الأقدس، في لوحة سريالية لا أدري أنضحك منها أم نبكي عليها...
حسين الجسر