LBCI
LBCI

فاستمرّوا أيّها اللبنانيون في العواءْ...

حسين الجسر الكاتب: حسين الجسر
أخبار لبنان
2019-05-11 | 06:36
مشاهدات عالية
شارك
LBCI
شارك
LBCI
Whatsapp
facebook
Twitter
Messenger
telegram
telegram
print
فاستمرّوا أيّها اللبنانيون في العواءْ...
Whatsapp
facebook
Twitter
Messenger
telegram
telegram
print
3min
فاستمرّوا أيّها اللبنانيون في العواءْ...
أظرف ما في هذ السيرك اللبناني الدائر حول العجز والإصلاحات والهدر والبلع المستديم، أظرف ما فيه حين يقوم نائب حديث بإدانة الدولة عبر مسؤوليها بالسرقات وهو أمرٌ صحيح لولا أن صاحبنا هذا قدوة بالفساد، وثروته الطارئة تدينه حينما نرى بذخه وقصره وهو كان مجرد موظف في هذه الدولة إياها...

وللحقيقة هو ليس وحده من يقوم بهذا التهريج الوقح فأمثاله كثر من مسؤولين حاليين وسابقين من أعلى المراتب نزولا بالتدرج في معظم مؤسسات الدولة ، والمؤلم المضحك المبكي ان الرأي العام اللبناني المتحزب أو المتزلم يشنّ فريق منه الحملات الشعواء على مسؤول ما ويتهمه بالفساد والسرقة بينما ينام عن سرقة وفساد أسياده على قاعدة "زعيمي بيحقللو" وهو يعرف تمام المعرفة بأحواله ويشم رائحة السرقات فيه ، وهي للعلم نفس الرائحة من المسؤولين بكافة مذاهبهم وطوائفهم ومناطقهم. ولنحكي لكم مثلا حيّا وحديثا عن مدى هذا الاستتباع المذهبي وعند أرقى فئات المجتمع اللبناني: في اجتماع الدكاترة في الجامعة اللبنانية للبحث في الإضراب المفتوح طُرحت فكرة التظاهر أمام قصور المسؤولين، فاشترط السني استثناء مركز رئاسة الوزراء واشترط الشيعي استثناء مجلس النواب واشترط المسيحي استثناء بعبدا فألغيت فكرة التظاهر...فتأمّلوا
 
حين نقول أن العجز سببه السرقات القائمة من عقود على أيدي الطبقة السياسية نفسها والتي لم تتغير منذ ما يزيد عن ثلاثين سنة وأكثر، وأن الحلّ لا يكون بنهب المواطن اللبناني من جديد عبر تشليحه جزأً من معاشه وقوته ، يقولون لنا هذا كلام شعبوي وعلينا اتخاذ إجراآت حاسمة حتى لا تنهار الدولة، وللعلم فهذه الإجراآت ولو اتخذت، لن تعفينا من انهيار الدولة بعد حين لأنهم بكل بساطة سيستمرون بالسرقات وسنقع بالعجز بعد حين. خزينة الدولة عبارة عن بئر مثقوب.

يقولون هذا كلام شعبوي، واذا طرحنا أمامهم إمكانية جني الأموال بالحق من المرامل والكسارت والاملاك البحرية وضبط المرافىء والضرائب التصاعدية ووقف الاعفاآت لكبريات الشركات...حولوا نظرهم كلهم كلهم بكل فئاتهم السياسية وخرسوا...

هل تعلمون السبب؟ السبب ان هنالك مصاهرة بالحرام عمرها عقود طويلة بين السياسيين وأصحاب الرساميل الضخمة، مصاهرة قائمة على  تبادل المنافع وتطويع الدولة لهؤلاء المتغلّبين في سبيل شراكة مدنّسة بمال الحرام الذي هو مال المواطن اللبناني، وهم غير مستعدين ان يطالوهم لأن الأمر بكل بساطة يطال جيوبهم وعوائلهم وأولادهم وزوجاتهم.

ويستمرّون باستغباء الشعب اللبناني فيطرحوا بند تخفيض معاشات النواب والوزراء ليظهروا تضحياتهم الكاذبة أمام الناس، وهي بكل الاحوال ليست سبب العجز مطلقا... وحين اعترض وزير على هذا البند صرخ الحريري لأول مرة قائلا: ما تعمل وزير...

طبعا ففي عرف هذه الطبقة، على الغني فقط ان يتوزّر. عقلية راقية فعلاً، تعني الآتي: الدولة لنا نحن الأمراء مع أصهارنا الأغنياء الأكثرهم شبيحة هذا العصر في ممارساتهم عبر الاستيلاء على مرافق الدولة وعلى الاستباحة العلنية للمال العام.

المال العام في مفهومنا هو مال المواطن اللبناني.

أمّا في عرفهم فهو مالهم ونحن رعايا عندهم، أي أنّ المواطن هو كلبٌ للعواء ليس أكثر ...فآستمرّوا أيّها اللبنانيون في العواءْ... فهذا سقفكم، وأنتم اليوم بحكم الميّتين إما استتباعا لمذاهبكم وأسياد مذاهبكم وإمّا استسلاما خانعا. وما لذلٍّ بميتٍ إيلامُ.
 

أخبار لبنان

رأي حر

لبنان

سياسية

دولة

LBCI التالي
تاريخ الصحافة العربية في دقائق…
إشترك لمشاهدة الفيديوهات عبر الانترنت
إشترك
حمل الآن تطبيق LBCI للهواتف المحمولة
للإطلاع على أخر الأخبار أحدث البرامج اليومية في لبنان والعالم
Google Play
App Store
We use
cookies
We use cookies to make
your experience on this
website better.
Accept
Learn More