سدّوا بوزكم...

كأنما لا يكفينا نحن الشعب اللبناني ما نعاني من ويلات تتساقط على رؤوسنا زرافات ووحدانا، وما نعيشه من ضنك الحياة الذليلة التي أوصلنا إليها مسؤولنا من سنوات وما زالوا أنفسهم في كراسيهم، نفس الوجوه الكالحة والعيون الوقحة والألسنة الملتوية يتنصّبون على المنابر ويحاضرون بالعفاف.

 

ولا يكفينا ما نعاني من قلة في الرزق ونحن نغرق في العتمات اللبنانية بامتياز، عتمات الكهرباء وكهوفها وسراديبها ، وحضارة النفايات القاعدة على صدورنا تفوح منها رائحة رخص المسؤولين وضحالتهم،وثقافة الكذب الوقح في تلبس الإخلاص والوطنية.

 

ولا يكفينا أن الشعب اللبناني يعيش دكّات ورعبات صعود الدولار وهبوطه وخسارة المواطن اليومية تحت تصاريح المسؤولين أن الليرة بخير وهي تترنح أمام أعيننا وفي جيوبنا.

 

لا يكفينا أن 18000 تلميذ انتقلوا من المدارس الخاصة الى المدارس الرسمية الفاشلة بسبب ضيق اليد، ولا نعلم كم ألف طالب انتقلوا من مدرسة خاصة الى مدرسة خاصة أخرى أرخص وما أكثر الدكاكين التجارية المنتشرة من مدارس وجامعات انتشرت تحت أعين المسؤولين وبمؤازرة البعض منهم ،لنشاهد في القريب العاجل آلاف المتخرجين الفاشلين وآلاف العاطلين عن العمل.

 

ولا يكفينا أننا نفيق كل صباح على إقفال المؤسسات التجارية وإفلاسها وتشريد آلاف الموظفين لينضموا الى أقرانهم من الألوف العاطلة عن العمل.

 

لا يكفينا أننا تحملنا ونتحمل فضائحكم وزلّاتكم ونشم روائح صفقاتكم المستمرة ونرى مالكم الحرام يتباهى في بيوتكم وأعراسكم وسياراتكم وحلى أزواجكم...

 

لا يكفينا نحن المواطنين اللبنانيين كل هذا الانحدار القيمي مع انتشار ثقافة الأمن والاستدعاء ..

 

لا يكفينا كل هذا بل علينا أن نسكت ونخرس لأن كلامنا هو سبب البلاء....

 

فيا أيها الناس...يقول حكّامكم لكم : سدّوا بوزكم.