LBCI
LBCI

"تقديس الزعيم" يُغلغل الإستبداد... ولا يبني الأوطان!

رأي حر
2019-12-03 | 06:41
مشاهدات عالية
شارك
LBCI
شارك
LBCI
Whatsapp
facebook
Twitter
Messenger
telegram
telegram
print
"تقديس الزعيم" يُغلغل الإستبداد... ولا يبني الأوطان!
Whatsapp
facebook
Twitter
Messenger
telegram
telegram
print
2min
"تقديس الزعيم" يُغلغل الإستبداد... ولا يبني الأوطان!

من الطبيعي جداً أن يؤيد المواطن زعيماً معيناً بعد أن يكون اقتنع باستقامته، فكره، هدفه وسياسته. ولكن ليس طبيعياً أبداً أن نجد هذا المواطن يضع الزعيم فوق أي اعتبار وفي مصاف الأنبياء، ليعتبره بعد ذلك هو القضية، فيصير الزعيم هو "الإله".

تحتاج الأحزاب السياسية الى بيئة ديمقراطية ترتكز على ضمان حريات الأفراد وحقوقهم. وبالتالي، فإن وجود أحزاب سياسية مختلفة هو أمر أساسي في الأنظمة الديمقراطية التي تمكّن المواطنين من الممارسة الحرة المتساوية لتقرير المصير السياسي. فالاختلاف بالآراء، الرؤية، الأهداف والاستراتيجيات، هو أمر "صحي" وطبيعي، وإذا دلّ على شيء فهو إشارة الى وجود تنوّع فكري، ثقافي، سياسي واجتماعي داخل الدولة، وهذا كفيل ببناء دولة متنوعة يحترم فيها المواطن شريكه في الوطن على اختلاف الانتماءات السياسية والحزبية.

وفي فن السياسة، يستغل عدد كبير من القادة بعض النقاط "الحساسة" لشد عصب الشارع أو المؤيدين، وذلك من خلال خطابات سياسية تتوجه الى غريزة المواطن لا عقله، خطابات تحرّك المشاعر لا الفكر، خطابات هدفها الأساس إحلال الهيمنة وتمكين سلطة الإستبداد.

يستغل الزعيم "هيجان" الشارع وفورة الغضب ليقوي سلطته، الى درجة أننا بتنا، وللأسف، نرى المواطن في بعض الأحيان "يستزلم" لزعيمه، فيعتبره أهم من نفسه وفي مرتبة أعلى. عندها يرى المؤيد الزعيم "إلهاً" دائماً على حق، قراراته صائبة ولا يخطئ أبداً، فيصل الأتباع الى درجة "تقديس" أخطاء "الزعيم الإله".

ينسى المواطن أن الزعيم إنسان مثله تماماً، وينسى أيضاً أنه هو صاحب فكر وثقافة، وأنه قادر أيضاً، من خلال رؤيته وتحليلاته، أن يتخذ القرارات بنفسه وأن يحدّد الخطأ والصواب. ينسى المواطن أنه صاحب قرار وأنه قادر على محاسبة كل من يخطئ. ينسى أنه قادر أن يرفع صوته ويقول "لا" للأمور التي لا تقنع عقله وفكره، بعيداً عن الغريزة والمشاعر.

من حق كل شخص أن يؤيد الزعيم الذي يريد، ولكن لا أن يكون من أتباع الزعيم. رجاء حاولوا أن تفصلوا الحق والمنطق عن المشاعر والغريزة، حاولوا أن تقروا بذنب الزعيم وأن تتجرأوا على محاسبته، لأن بذلك تُبنى الأوطان.

 
 
*** إن الآراء الواردة في النص تعبّر عن وجهة نظر كاتبها وبالتالي فإن موقع الـ LBCI  لا يتحمّل تبعات ما قد يترتب عنها قانوناً.
 
*حفاظاً على حقوق الملكية الفكرية يرجى عدم نسخ ما يزيد عن 20 في المئة من مضمون الخبر مع ذكر اسم موقع الـ LBCI Lebanon News الالكتروني وارفاقه برابط الخبر Hyperlink تحت طائلة الملاحقة القانونية




رأي حر

تقديس الزعيم

المواطنون

أتباع

مؤيدون

سياسة

سياسيون

أحزاب

LBCI التالي
الدكتور منذر كبارة والسيدة ياسمين زيادة
زمن المؤخرات...
LBCI السابق
حمل الآن تطبيق LBCI للهواتف المحمولة
للإطلاع على أخر الأخبار أحدث البرامج اليومية في لبنان والعالم
Google Play
App Store
We use
cookies
We use cookies to make
your experience on this
website better.
Accept
Learn More