الخريف أسود واللبنانيون دروع

أيّها اللبنانيون من الناقورة الى النهر الكبير، بكل مشاربكم ومذاهبكم وقناعاتكم وميولكم ،أحرارا ومستتبعين،صغارا شبيبة وكبارا... الموت آتٍ اليكم وخريفنا سيكون أسودا حتى الفجيعة، أقول هذا الكلام الفجّ وأصلّي أن تحدث عجيبة تنجينا من الموات والذل والمجاعة، وزمن  العجائب ولّى مع التاريخ.

كل اللبنانيون هم اليوم رهينة أمر الدولة العظمى التي تطلب منا ما تعرف أنّا عاجزين عنه بغض النظر عن رأي كل لبناني منا، ونحن غدونا شعوبا، فمنهم من يريد التقسيم ومنهم من يريد الكونفدرالية ومنهم من يريد المقاومة غير أننا جميعا مخطوفين ومهددين بالموت والجوع والمرض والتفلّت وخطر الاحتراب.

ليست كورونا وحدها من ستخطف أرواحا كثيرة أمام تزايد المصابين في الخريف الأسود وتهلهل الشبكة الصحية عندنا، بل إن الفقر سيعوي بيننا حينما تبلغ عملتنا أرقاما هائلة كما يحدث الآن في دول عديدة كفنزويللا وإيران، وسيفقد الناس أدويتهم بعد أن يرفع مصرف لبنان يديه، وسيعمّ الجوع والخوف والفوضى والتفلّت والجرائم ناهينا عن تواجد الأسلحة الفردية عند الكثيرين، وتواجد مليون سوري بيننا.

اللبنانيون هم دروعٌ بشرية للموت القادم ولا أحد من أهلنا يسأل، والدول الكبرى لا يهمّها كم سيموت منّا وكيف... فها هي المجازر مستمرة من حولنا منذ سنوات ولا من يرى ولا من يسمع،فنحن من صنف البشر التي يطلقون في تجاربهم علينا "أضرارا جانبية" لبلوغ الهدف الأكبر.

ليس هنالك من قيمة لكل السياسيين والحكام فهم أصغر من أن يحموا ناسهم وقد أوصلوهم الى هذه الأحوال من المذلة والفقر والخوف.

ليس هنالك من قرار لبناني حرّ بعدما أفرغوا منا الكرامة والضمير، وكلنا اليوم وبلا استثناء ننتظر تعليمات الخارج الممسك بقراراتنا....كلّنا بلا استثناء.

هل هنالك من ذل أكبر من مشهدنا متحلقين حول رئيس فرنسا مسلّمين بعجزنا وبصغارتنا ؟؟

الكبار خارجا يتصارعون ونحن اللبنانيين نحن كلّنا الضحايا، فلا قادة شرفاء عندنا أبداً ولا سبيل لنا سوى الدعاء كالثكالى... هكذا حوّلونا حكامنا القاصرون.

خريف لبنان أسود من وجوهكم جميعا أيها المهرّجون القردة الراقصون على جثة الوطن الذبيح.

حسين الجسر