لنضبط "الأنايات" على وسائل التواصل

كتب حسين الجسر التالي:

"تويتر حذف عدّة مرات بعض التويتات لترامب قبل أن يقرر منعه نهائيا عن الموقع.

كذلك يفعل فايس بوك في إزالة بوستات الكراهية والعنصرية، وهي أعمال صعبة ومستمرة، قد تخفّف من الشواذات لكنها لا تقدر على إزالتها تماما.

هنالك في هذا العالم ما ينشأ رويدا رويدا من نمط رقابي أخلاقي وقيمي، بدأت بإتباعه بعض المنظّمات وحتى الشركات الكبرى، عبر إجراآت اتخذوها بحق موظفيهم،معاقبة لهم على بوستات وضعوها على حسابهم واعتُبرت عدائية أو عنصرية، وبعضهم ذهب أبعد من ذلك، فرئيس أولمبياد اليلبان 2020 يوشيرو موري اضطر الى الاستقالة بعدما قال في إحدى الاجتماعات أن النساء يتكلّمن كثيرا... فاحذروا يا ذكور الأرض.

نعود الى لبنان المغضوب عليه من الأرض والسماء، لنرى شعبه المكلوم يتشظّى على وسائل التواصل غضبا واعتراضا ولينقسم الكثيرون منه بين ولاآت مرجعياتهم أو طوائفهم ومذاهبهم،فتنطلق الغرائز بكل وساختها وجهلها،بأقوال يندى لها الجبين، وقليلٌ عليها حين وصفناها "بالأنايات".

طبعا أنا لا أناشد الدولة هنا فهي بعرفي غائبة عن الوعي تماما إلى أجل طويل طول معاناة الناس بجوعها وخوفها...وهي إن تحرّك بعض صبيتها، فلملاحقة الناس الأشراف في بيوتها،وآخرها خبر استدعاء الدكتور الناشط رامي فنج.

المناشدة إذن هي للمجتمع المدني ورجالات الفكر والثقافة ،وذلك من أجل العمل على تكريس نمط أخلاقي وقيمي يجمع عليه اللبنانيون بأكثريتهم، علّه بذلك نستدرك أنفسنا ونخفّف من سيلان هذه الوساخات الجاهلة والكارهة على وسائل التواصل جميعها والتي باستمرارها تشكّل تحريضا للفتنة والجريمة وتشويه ما تبقى لنا من عرى بيننا تجمعنا على هذه الأرض اللبنانية.خافوا الله".