سكّروا الدكانة...

بلغ السيل الزبى. قالها العرب القدماء يوم فاقت طاقتهم الأوضاع وما عاد عندهم القدرة على التحمّل.

هذه حال اللبنانيين الضحايا، ضحاياكم أنتم جميعكم بالإسم والعنوان... العار معلّقٌ على نواصيكم.

فيا أيها النوّاب وعلى رأسكم رئيسكم، استقيلوا إن بقي فيكم ذرّة من الشرف الإنساني، فعجزكم الفاضح غطّى على كل مفاسدكم وتاريخكم المعيب،حتى أصبح الآدمي فيكم مسخرة لا حول له سوى الوأوأة والصغور لمن أتى به نائبا. استقيلوا لعل في رحيلكم فوضى تحث خرقا في هذا الجدار السميك من البلادة وقلة الحياء.

أما أنت أيها الرئيس المكلّف وقد قدّمت نفسك مخلّصا ولا أشكّ في نواياك السليمة غير أني وبما أعرفه عنك من حذاقة وملكة في الاستشراف، أعجب كيف ارتميت في هذا البئر وقد وقع قبلك أو أوقع اثنان بمعرفتك، ومع هذا ارتضيت أن تكون الثالث، فهل غشّك من تثق بقدراتهم أم أن الرياسة هي آخر ما يخرج من قلوب الصدّيقين؟؟؟ وعلى ما تردد انت هذه الأيام: دقّ المي وهيّ ميّ..

خلّصنا من هذا الحراك الداعر واعتذر عل العدم يأتينا بجديد.

أما أنت يا فخامة الرئيس فإنني مع التسليم بنواياك الحسنة، فإن جهنّم مبلّطة بها...أدعوك الى الرحيل بعد أن مات شعبك ألف ميتة.. فإن افترضنا أن المفسدين منعوك من التغيير، فالأولى الاعتراف بالعجز الكلّي والرحيل قبل أن يموت كل اللبنايين هذه الميتة الذليلة من المرض أو الجوع أو الحاجة....

سكّروا هذه الدكاكين وارحلوا آمنين.


حسين الجسر