LBCI
LBCI

البكائيّةُ اللبنانية (رأي حر)

حسين الجسر الكاتب: حسين الجسر
رأي حر
2022-08-27 | 05:19
مشاهدات عالية
شارك
LBCI
شارك
LBCI
Whatsapp
facebook
Twitter
Messenger
telegram
telegram
print
البكائيّةُ اللبنانية (رأي حر)
Whatsapp
facebook
Twitter
Messenger
telegram
telegram
print
3min
البكائيّةُ اللبنانية (رأي حر)
هذا المقطعُ من قصيدةٍ كتبتُها عام 1988 أي من 34 سنة، وجدتُها تناسبُ الوطن اليوم كما ناسبته بالأمس، وطناً دأبنا على تضييعه نفاقاً وجهلاً وتعصّباً أعمى البصيرة، وما زلنا نهيم ضياعاً ونحن نشهد اليوم  علامات زواله.

وأحدث ما نقترفه الآن هو الزنا الوقح بالدستور و الانقلاب الجاهلي على كل قانون، وهذا الزنا لم يبدأ اليوم بل من سنواتٍ عديدة واستفحلَ حينما فتح كلّ فريقٍ معلّقاته القانونية على مساحة شهواته وأطماعه ومصالحه،فلعبنا باسفل النصاب والديمقراطية والميثاقية....

الذين سبقونا أخطأوا بالممارسة ولكن بخفرٍ، وسرقوا ولكن بحدود ... وهذا ليس بعذرٍ لهم قطعاً بل هو توصيفٌ، دون أن ننسى أنّ بينهم مرّ أشرافٌ وأباةٌ وعظماءٌ أخلصوا للوطن ولم يرتشوا ولم يصغروا، فالإنسان مهما كبرَ حجمُه يصغرُ ويزمُّ حينما يدنّي نفسَه ويسرقُ من مالِ الناس.

أما قياداتُنا من بعد الحرب اللبنانية فأمعنوا بالهدم والخراب واتخذوا من السرقة ديناً ومذهباً فعظمتْ قصورُهُم وصَغُرتْ هاماتُهم وبَهتَتْ وجوهُهم، فتهكتّتِ الدولة على أيديهم وتهدّمتْ شيئاً فشيئاً حتى وصلنا إلى العدم ...

وها نحنُ وفي هذا العدمِ نكابرُ ونعاندُ ونكسرُ آخرَ معالمِ هذا الوطنِ الذبيح،عبر المزيد من استباحة الدستور واللعب على القوانين واسترهان القضاء والقضاة لإدارة معاركنا ضدّ خصومنا وضدّ الناس.

وها نحن اليوم جميعنا عدنا الى المربّع الأول فلا مفهوما موحّداً للوطن ولا اتفاقاً موحّداً للتاريخ ولا رؤية موحّدة للبدء بدولة مدنية خالية من الخبث والتورية...

وها نحن اليوم جميعنا نطفو على سطحٍ مجوّف مليء بالنتن والخطايا ،نستبيح كلّ حلال ونستمرئ كلّ حرام في سيرك عجيب غدا فيه الكثيرون شركاء هذه الطبقة اللعينة الفاسدة سواء عبر الالتحاق بركبها غنما وعبيدا أو بمشاركتها السرقات التي غدت ناموسا لبنانياً بامتياز،وكثيرون غدوا على دين ملوكهم يؤازرونهم في طغيانهم وعسفهم وصغاراتهم ويصفّقون لتعصّبهم وتطرّفهم...

هذه بكائيةٌ ... أعرفُ.
 
وهل تركتم للبنانيين المنكوبين إلا البكاء؟

 معنا دمعٌ من لبنانَ خرافةْ
مثلُ الوطنِ الضائعِ منّا
عيناهُ عيونُ غزالٍ ...وقفاهُ زرافةْ
معنا دمعٌ من لبنانَ خرافةْ
ممزوجٌ بال"جِنِّ" الأبيضِ والعرقِ
مقطوعٌ كاللبنِ القرويِّ بكيسٍ من خيْشٍ
مصبوغٌ بدماءِ أدونيسَ وعشتارَ وبعضِ هُويّاتٍ دينيةْ
تتعمّدُ فيه إن شئتَ وإن شئتَ توضّأتَ وصلّيتَ وإن أحببتَ
فسقتَ وجرتَ وأبطرتَ
وباسمِ الدين كفرتَ فليس لهذا الدمعِ لدينا
بين الإيمانِ وبين الكفرِ مسافةْ
نحنُ حماةُ الدستورِ ونحنُ زناةُ الدستورِ
ونحنُ القوّادون بنيناهُ هدمناهُ،
يحيا لبنان.

حسين الجسر
 
 
*** إن الآراء الواردة في النص تعبّر عن وجهة نظر كاتبها وبالتالي فإن موقع الـ LBCI  لا يتحمّل تبعات ما قد يترتب عنها قانوناً.
 
*حفاظاً على حقوق الملكية الفكرية يرجى عدم نسخ ما يزيد عن 20 في المئة من مضمون الخبر مع ذكر اسم موقع الـ LBCI Lebanon News الالكتروني وارفاقه برابط الخبر Hyperlink تحت طائلة الملاحقة القانونية




أخبار لبنان

آخر الأخبار

رأي حر

رأي حر

حسين الجسر

الدستور اللبناني

LBCI التالي
الدكتور منذر كبارة والسيدة ياسمين زيادة
زمن المؤخرات...
LBCI السابق
إشترك لمشاهدة الفيديوهات عبر الانترنت
إشترك
حمل الآن تطبيق LBCI للهواتف المحمولة
للإطلاع على أخر الأخبار أحدث البرامج اليومية في لبنان والعالم
Google Play
App Store
We use
cookies
We use cookies to make
your experience on this
website better.
Accept
Learn More