بعدما اعترف الجميع بوجود خلل ما يشوب سلسلة الرتب والرواتب، جاءت دعوة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى لقاء حواري يعقد غدا في بعبدا، ويهدف الى توصل الافرقاء جميعا الى اتفاق الحد الأدنى، الذي يرضي الجميع من جهة ويحافظ على الاستقرار الاجتماعي من جهة أخرى، ما يبعد البلاد عن اضطرابات يُعرف كيف تبدأ ولا يعرف كيف تنتهي.
بناء عليه، وإذا كان الاجتماع لا يهدف الى إلغاء السلسلة، فان دعوة وزير المال علي حسن خليل، بما يمثل، رئيسَ الجمهورية الى توقيع السلسلة أولاً، ثم مناقشة أي تعديل تفرضه الوقائعُ والمعطيات العلمية، يَطرح علامة استفهام كبرى:
هل الدعوة محاولة لوضع خارطةِ طريقِ الاجتماع قبل انطلاقِه؟ أم أننا عُدنا الى كباش الموازنة قبل السلسلة التي ينادي بها رئيسُ الجمهورية أو السلسلة قبلَ الموازنة التي يدعمُها الرئيس بري؟
غداً قد تتضح صورة هذا الملف، فيما ملفاتٌ أخرى شائكة ستطغى على الأسبوع الطالع لعل ابرزَها مصيرُ معركة جرود القاع ورأس بعلبك، وصولا الى زيارة الوزيرين الحاج حسن وزعيتر لدمشق والمقررة أواخرَ الأسبوع.
وسطَ كل هذا جاءت كلمة السيد نصرالله عصراً، فتحت تسمية "ذكرى انتصار الحق على الباطل" وجّه الأمين العام لحزب الله سلسلةَ رسائلَ إلى الداخل والخارج، أولُها أن أحداً لن يتمكّن من إيقاف تعاظمِ قوة المقاومة، ثانيها أن الزمن الذي كانت إسرائيل تُهدد فيه ولّى، أما ثالثها فهو ضرورةُ تصدّي اللبنانيين لحملاتِ التهويل عبر العقوبات الاقتصادية.
أما الرسالة الأخيرة فهي أيضاً إلى الداخل عبر دعوة الأفرقاء إلى إعادة حساباتهم في موضوع التنسيق مع النظام السوري في وقت تدخلُ فيه الحكومة اللبنانية لأولِ مرة معركةً مع داعش؛ معركةٌ حَسَب السيد نصرالله ستنتهي بالانتصار.