كلام عمَّان تمحوه بيروت...وفرحةُ البعض بقول رئيس الديبلوماسية الأميركية ريكس تيلرسون في الأردن ان "حزب الله جزء من العملية السياسية في لبنان " لم تكتمل حين وصل تيلرسون إلى بيروت وقال :"لا يشكل حزب الله مصدر قلق للولايات المتحدة وحسب, ينبغي للشعب اللبناني أن يقلق أيضاً كيف أن أفعال حزب الله وترسانتَه المتنامية تضع لبنان بطريقة غير مرغوبة وغير بناءة، تحت المجهر "...
في بيروت قال كلمته ومشى، وإن تأخر لقاءُه رئيسَ الجمهورية, دقائقَ, ردَّها البروتوكول إلى أن تيلرسون وصل قبل موعده، فيما التفسير التالي أن وزير الخارجية جبران باسيل علِق بازدحام السير ما سبّب تأخره دقائق... في أي حال ، التأخير قَدَرٌ لبناني لا مفر منه : فاللبناني يتأخر في الوصول إلى عمله بسبب إقفال طرق من دون إبلاغه في الوقت المناسب، وهذا ما حصل اليوم، حيث اختنقت طرق بيروت ومداخلها ، وكان محظوظًا مَن وصل إلى عمله عالوقت...أما مَن يتحمَّل مسؤولية التأخير، فبكل بساطة ، لا أحد.
فالمحاسبة "على القطعة " و "غب الطلب "، أما إذلال مليون لبناني على الطرق فقضية فيها نظر ... وما إن غادر ريكس تيلرسون بيروت حتى عاد لبنان إلى مشاغله وهمومه الداخلية، وخصوصاً كيفية التوفيق بين الصرف المباح والمتاح، والدعواتِ المتكررة الى خفض الإنفاق والتقشف ، والتوفيقِ بين المعادلتين .
هذا الامر استدعى قولَ الرئيس الحريري ، مرةً جديدة، إنه سيدعو مجلس الوزراء إلى جلسات متكررة للبحث في الإصلاحات قبل التوجه الى مؤتمر باريس 4 أو ما بات يُعرَف بـ"سيدر واحد " .
الدعوة إلى الإصلاحات بالتأكيد باتت ملحة ، ولكن ماذا عن الإعتصامات والإضرابات التي بدأت تتوسع كبقعة الزيت ؟ من عمال أوجيرو إلى موظفي المستشفيات الحكومية إلى غيرها من القطاعات، فيما معضلة الاساتذة والسلسلة لم تنتهِ فصولًا ، ولوحظ ان وزير التربية مروان حمادة غاب عن جلسة مجلس الوزراء اليوم كتعبير منه عن امتعاضه من عدم بحث مجلس الوزراء في القضايا التربوية التي يثيرها .
وقبل الدخول في تفاصيل النشرة ، نشير إلى ان يوم غد سيشهد جولة جديدة من معركة الحريات الإعلامية من خلال مثول الزميل مارسيل غانم أمام قاضي التحقيق الاول في جبل لبنان نقولا منصور. الموعد سيشكِّل محطة جديدة لزملاء إعلاميين وسياسيين وأكاديميين ومواطنين للتلاقي أمام قصر العدل في بعبدا للتضامن مجددًا مع الحريات الإعلامية .