لا حكومة في الافق على الاقل قريبا، وهناك شبه تقاطع مصالح مستتر، اقليميٍّ ومحلي لعدم الاسراع في التشكيل .
اقليميا, الكل ينتظر تبلور نتائج قمة ترامب بوتين، لا سيما في سوريا واليمن، بعد اعلان الرئيسين ان مهمة احلال السلام في سوريا قد تصبح نموذجا للعمل المشترك بين روسيا والولايات المتحدة، ما يفتح باب التساؤل عن الدور السعودي والتركي والايراني ومن خلفه حزب الله في سوريا، وعن امكان تأثير الداخل السوري على اليمن وحتى لبنان، وجعل الاسراع في تشكيل الحكومة حاليا لزوم ما لا يلزم .
محليا، شروط الافرقاء للتأليف هي هي، فلا حلحلة تسجل على مستوى العقدة الدرزية، والسنية والمسيحية .
وحتى لو ان بعض المعلومات يتحدث عن تفاؤل ما على مستوى العقدة المسيحية، وعن موافقة تكتل لبنان القوي على منح القوات اللبنانية حقيبة سيادية، مع التشديد على نيلها ثلاث حقائب فقط, فان السؤال يصبح: هل تكتفي القوات بهذه الحصة، وبأي شروط ؟ وهل فعلا حلُّ العقدة المسيحية يفك عقد الطوائف الاخرى، فيسهَلُ التأليف على الرئيس الحريري ؟
اليوم، رد رئيس الجمهورية على ما اشيع عن نيته سحب التكليف من الرئيس الحريري او مطالبته بالتنحي، وهو اذ شدد على ضرورة الاسراع في التاليف، جدد تمكسه بالدستور الذي اعطى رئيس الحكومة مسؤولية التشكيل بالاتفاق مع رئيس الجمهورية .
على هذه الاسس يغادر الحريري في عطلة هي الثالثة منذ التكليف، والحكومة في ثلاجة تقاطع المصالح، فيما اللبنانيون غارقون في مشاكلهم الفعلية، ويتلهون بأخبار الحشيشة اللبنانية الافتراضية، التي تحولت بعد كلام الرئيس نبيه بري اليوم، عن بدء العمل على تشريعها، الى واقع قد يغير حال اهالي جزء من البقاع، على الاقل .