حتى الكارثة التي نحن ذاهبون اليها، لم تحدث اي فجوة في جدار الحكومة العالقة على توزير شخص واحد.
بغض النظر عن احقية توزير احد نواب اللقاء التشاوري الستة، واحقية الاعتراف بنتائج الانتخابات التي اوصلتهم الى البرلمان، وكذلك، بغض النظر عن احقية التساؤل عن كيفية تجميع هؤلاء النواب في كتلة نيابية واحدة، وعن احقية التساؤل عن مطالبة حزب الله تحديدا بضرورة توزيرهم، يحق للبنانيين، كل اللبنانيين ان يسألوا اولا عن تعريف كلمة كارثة، وان يطالبوا ثانيا بالكشف عن مسببيها .
ما هو اكيد ان رئيس الجمهورية تحدث عن الكارثة، وان رئيس المجلس فعل، وكذلك رئيس الحكومة، وما هو اكيد اكثر ان اللبنانيين جميعا يعيشون الكارثة في يومياتهم، عندما يصرفون من وظائفهم، وعندما تموت اسواقهم، وعندما يقفون عاجزين عن فهم ما ترتكبه عقول مسؤوليهم .
الكارثة هذه يعرفها اللبنانيون، وما يريدون التأكد منه، هل هناك افظع بعد ؟
هل ينهار الاقتصاد اكثر، وهل تتدهور المالية اكثر؟ والاهم من يتحمل مسؤولية كل ما يحصل , ولماذا ولصالح من ؟
حتى الساعة، لا اجوبة وكرة المسؤولية يتراماها الجميع، والامور عالقة كالاتي :
الرئيس الحريري عند موقفه، لن يلتقي النواب الستة، ولن يقبل بتوزير احدهم .
النواب الستة مصرون على موقفهم، ولا تنازل عن ما يسمونه حقهم بالتوزير، لكنهم سيقيمون الموقف، لا سيما ان معلومات الـLBCI الى ان رئيس الجمهورية لم يلمح امامهم حتى الى امكان تضمين حصته الوزير السني الثالث .
مبادرة الرئيس عون مستمرة واوراقها لم تكشف كلها بعد، وهي تنتظر عودة الرئيس الحريري ليبنى على الشيء مقتضاه. وهو, اي الرئيس عون سأل النواب الستة هل يعرفون خطورة المرحلة وما الذي يمكن حدوثه في حال لم تشكل الحكومة، كما اصر امامهم على ان مصلحة البلد يجب ان تكون اهم من الجميع لا بل تتطلب تضحية الجميع .
واللبنانيون يمسكون بطرف خيط الامل، متسائلين: صحيح ان مصيرنا كلنا مرتبط بوزير واحد ؟