انخفاض عدد الإصابات اليوم، بالمقارنة مع أمس، والذي وصل إلى ثلاثة آلاف وستمئة وأربع وخمسين إصابة، واربعين حالة وفاة، لا يعني ابدًا أنه يجب الإسترخاء وتنفس الصعداء، بل يمكن أن يعني عدة عوامل منها أن بعض المختبرات يُقفِل يوم الأحد، ما يعني أن نتائج فحوصات الـ pcr ليوم السبت تصدر غدًا الإثنين، كما انه في عطلة نهاية الأسبوع قد تكون فحوصات الـ pcr إنخفضت قليلًا، وهذا العاملان أديا إلى انخفاض العدَّاد...
أما على أرض الواقع فالأوضاع في حالٍ أكثر من أن يُرثى لها، وهذه الحال عكستها اليوم صرختان: الأولى لنقيب اصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون الذي اكد المؤكَّد أنه لم يعد هناك أي سرير شاغر لكورونا في أي مستشفى، والثانية تأكيد الدكتور فراس ابيض رئيس مستشفى رفيق الحريري الجامعي على هذا الكلام.
في المقابل بصيصا أمل: لقاحي واستشفائي...
اللقاحي ان لبنان وقَّع اليوم نهائيًا مع شركة بفايزر لاستيراد اللقاح.
وتبقى العبرة في سرعة التلبية خصوصًا أن الإصابات تسابق اللقاحات.
والثاني إستشفائي، بعد فك أسر المستشفى الميداني المتنازَع على مكان تركيبه منذ وصوله من قطر في تشرين الثاني الفائت. فقرر الرئيس بري نقله من صور إلى بيروت.
لكن حتى مع تركيب المستشفى الميداني في العاصمة فإن هذه الخطوة لن تحل المشكلة التي صارت أكبر من ذلك بكثير، فكل الخطوات متأخرة، وما يُنجَز اليوم كان يجب ان يُنجَز قبل ثلاثة أشهر على الأقل: من اللقاحات إلى تجهيز المستشفيات إلى الإجراءات الميدانية والاستثناءات.
لكن الآن وصلنا إلى هنا، ولم يعد تعداد الملاحظات والثغرات والعيوب يُجدي.
الآن ما هي السبل الأسرع والأنجع لوقف التدهور للإنطلاق إلى محاولة التعافي؟
أمران لا ثالث لهما: اللقاح والتشدد الصارم في الوقاية...
ما عدا ذلك سيبقى العدَّاد يرتفع، وإن سجَّل اليوم انخفاضًا لا يُعتد به، وسنصل إلى الكارثة قبل وصول اللقاح.