في إيطاليا... المحكمة العليا تعتبر "صوت المرحاض" في الليل انتهاكاً لحقوق الإنسان!

اعتبرت المحكمة العليا في إيطاليا أنّ "صوت تنظيف المرحاض بالماء في الليل" أي سحب "السيفون" يعدّ انتهاكاً جديداً لحقوق الإنسان وأضافته إلى قائمة تشمل عادةً الاسترقاق والتعذيب والتجويع القسري.

وفي التّفاصيل، فبدأت المعركة القانونية الغريبة من نوعها هذه قبل 19 عاماً عندما اشتكى زوجان يعيشان في شقة قرب منطقة لا سبيتسيا من أنّ صوت مرحاض جيرانهما الجديد يبقيهما مستيقظين ومنزعجين بسبب الضوضاء الذي لا يُحتمل. واستندت المحكمة إلى أحكام صادرة عن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان لحلّ هذا النزاع.

وأصدرت محكمة ابتدائية قراراً ضدهما بادئ الأمر، لكن الزوجين رفعا القضية إلى محكمة استئناف في مدينة جنوة الشمالية، حيث أمرت تلك المحكمة بإجراء تحقيق لكشف سبب صوت المرحاض المرتفع.

وتبيّن أن الإخوة الأربعة الذين كانوا يعيشون في الشقة المجاورة قاموا بتركيب خزان للمياه قرب جدار غرفة نوم الزوجين. وتعاطفت المحكمة مع الزوجين وقال قاضي الاستئناف إن صوت "سحب السيفون" ارتفع بسبب الاستخدام الليلي المتكرر وأثّر سلباً على حياتهما  وحقّهما في ممارسة عاداتهما اليومية براحة واسترخاء، وهو حق دافعت عنه الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان.

وبالتالي، حُكم على الإخوة بنقل خزان المياه، ودفع نحو 565 دولارا للزوجين عن كل عام منذ تركيب الخزان قرب غرفة نوم الزوجين، ووصل المبلغ في المجموع إلى 10760 دولارا.

وطلب الإخوة من المحكمة العليا في إيطاليا التدخل، وحكمت تلك المحكمة أيضا ضدهما قائلةً إن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان تؤيد الحق في احترام الحياة الخاصة والعائلية للفرد.