تدفع السلاحف البحرية ثمن تغير المناخ الذي يعطل تكاثرها في ظل التهديد الناجم عن الصيد الجائر أو التلوث أو فقدان الموائل الطبيعية، الأمر الّذي جعل العلماء يشكون في محاولة التكيف بالمواجهة مع هذه الظاهرة.
وبحسب وكالة فرانس برس، فقد تبيّن في دراسة نشرتها مجلة "رويال سوسايتي أوبن ساينس جورنال" الأربعاء أن ارتفاع درجات حرارة المحيط يعرض بقاء مجموعات السلاحف البحرية للخطر من خلال رفع حرارة مواقع تعشيشها على الشواطئ حول العالم.
ومن بين الأنواع السبعة الموجودة من السلاحف البحرية، هناك ستة أنواع مدرجة بالفعل في القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض الصادرة عن الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، اثنان منها، صقر المنقار وسلحفاة كيمب، معرضان بخطر انقراض أقصى.
وتُعتبر السلاحف أكثر عرضة للتهديد لأنها على عكس الأنواع الأخرى، مثل الطيور والفراشات، لديها دورة تكاثر أطول وتستغرق وقتاً أطول للتكيف مع التغييرات.
وهكذا، فإن الشواطئ التي تأتي إليها لوضع بيضها، وهي نفسها التي وُلدت فيها، تتدهور بشكل متزايد بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر أو عوامل التعرية، ولكن أيضاً بسبب تغير المناخ الذي يسخّن الرمال التي تطمر فيها هذه الزواحف بيضها.
وهذا لا يخلو من عواقب على بقاء الأنواع على المدى الطويل.
في الواقع، لا يعتمد تحديد جنس السلاحف المستقبلية على الكروموسومات ولكن على درجات الحرارة خلال فترة الحضانة، فكلما زادت درجة الحرارة، زاد عدد الإناث.
ونظرت دراسة الأربعاء التي تستند إلى نماذج بيانية، في ما إذا كانت السلاحف البحرية قادرة على نقل موسم تكاثرها إلى أوقات أكثر برودة في العام إلى درجات لخفض درجة حرارة الأعشاش.
ووجد الباحثون من بين 58 موقع تعشيش شملتها الدراسة حول العالم، أن مثل هذا التكيف يخفف فقط من ارتفاع درجات الحرارة في 55 في المئة من الحالات.
وهذا في حال جرى حصر الاحترار المناخي العالمي بدرجة مئوية ونصف درجة بحلول نهاية القرن، وهو سيناريو يعتبره كثر حالياً غير واقعي.