لأول مرّة في التاريخ... نبات الأرض ينمو في تربة القمر

في خطوة متقدمة نحو الزراعة الفضائية، تمكّن العلماء للمرة الأولى من زرع نباتات في بضع غرامات من تربة مأخوذة من القمر، أحضرها قبل عقود رواد فضاء تابعون لبرنامج "أبولو".

واستخدم الباحثون خلال دراستهم 12 غراماً فقط من التربة القمرية جُمعت من أماكن مختلفة على القمر خلال رحلات "أبولو" 11 و12 و17. ووضعوا في أوانٍ صغيرة جداً نحو غرام من تربة الـ"ريغوليث"، وأضافوا إليها الماء ثم البذور، وكانوا يضيفون إليها بشكل يومي محلولاً مغذياً.

واختيرت نبتة رشاد أذن الفأر للزرع لأنها تنمو بسهولة، ولأن دراسات عدة أجريت عليها. وفي الوقت عينه، زرعت بذور في تربة خاصة بالأرض إضافة إلى زرع أخرى في عينات تحاكي تربة القمر والمريخ، وذلك بهدف استخدامها للمقارنة مع البذور المزروعة في تربة القمر.

وبعد يومين، نبتت البذور المزروعة في التربة القمرية. أمّا بعد 20 يوماً، فقطف العلماء النباتات ودرسوا حمضها النووي، فوجدوا أن النباتات القمرية استجابت بالطريقة نفسها التي تتفاعل فيها ضمن بيئات معادية، كزرعها مثلاً في تربة تحوي نسبة كبيرة من الأملاح أو المعادن الثقيلة.

وبحسب هذه الدراسة التي أعدها باحثون من جامعة فلوريدا ونُشرت في مجلة "كوميونيكيشنز بايولودجي"، فلا يزال يتعين القيام بأبحاث ودراسات كثيرة قبل التوصل إلى الزرع على القمر مباشرةً يوماً ما.