هل أنت واحد من هؤلاء الأشخاص الذين يفضلون القهوة السوداء القوية المحمصة الطازجة على الكابتشينو، أو هل تتوق إلى المذاق المكثف للشوكولاتة الداكنة بنسبة 90 في المائة على البيضاء أو الحليب؟
ماذا عن إمضاء خلال ليلة في الخارج؟ هل تفضل مشروب النيغروني أو الجين والمنشط على كوب من الموسكاتو الحلو؟
حسنًا، لدينا بعض الأخبار السيئة.
إذا وجدت نفسك تتجه نحو الأطعمة التي تحتوي على هذا النوع من النكهة المرة، فقد يكشف ذلك عن حقيقة مظلمة، وفق ما نقل موقع
نيويورك بوست.
صدم رواد وسائل التواصل الاجتماعي في الأسابيع الأخيرة بسبب دراسة أجريت عام 2016 بحثت في تفضيلات ذوق الفرد وما يقوله ذلك عن شخصيته.
وحذر الخبراء من أن الأشخاص الذين يستمتعون بالأطعمة المرة قد يكون لديهم جانب مظلم للغاية ويمكن أن يظهروا سمات شخصية مريضة نفسيا ومعادية للمجتمع وسادية.
وقام باحثون من جامعة إنسبروك في النمسا بالتحقيق في تفضيلات الذوق لدى 953 أميركيًا في هذه الدراسة الرائدة.
وتم سؤال المشاركين عن مدى ميلهم للأطعمة والمشروبات الحلوة والحامضة والمالحة والمرة.
ثم كان على هؤلاء الأشخاص أنفسهم الإجابة على أربعة استطلاعات شخصية مختلفة لتقييم سمات الشخصية المعادية للمجتمع مثل الاعتلال النفسي والنرجسية والعدوان والسادية.
ووجدت نتائج الدراسة أن هناك صلة كبيرة بين "زيادة الاستمتاع بالأطعمة المرة وزيادة الميول السادية".
وشملت الأطعمة المرة أشياء مثل الجين والمقويات والقهوة السوداء والشوكولاتة الداكنة.
وجاء في ملخص الدراسة: "في دراستين، قمنا بالتحقق من كيفية ارتباط تفضيلات الطعم المر بسمات الشخصية المعادية للمجتمع".
"أبلغت عينتان من المجتمع الأميركي عن تفضيلاتهما الذوقية باستخدام اثنين من مقاييس التفضيل التكميلية وأجابتا على عدد من استبيانات الشخصية التي تقيم الميكيافيلية، والاعتلال النفسي، والنرجسية، والسادية اليومية، وعدوانية السمات، والعوامل الخمسة الكبرى للشخصية.
"وأكدت نتائج كلتا الدراستين الفرضية القائلة بأن تفضيلات الطعم المر ترتبط بشكل إيجابي بسمات الشخصية الحاقدة، مع علاقة أقوى بالسادية اليومية والاعتلال النفسي".
ووفقًا لعلم النفس اليوم، يشير مصطلح "السادية اليومية" إلى الشخص الذي "يستمتع بالتجارب العادية التي تكون فيها القسوة غير مباشرة".
وعادة ما يستمتع الشخص "السادي اليومي" بإيذاء الآخرين أو مشاهدة معاناتهم.
وقد يستمتع هؤلاء الأفراد أيضًا بمشاهدة الأفلام الدموية، ويجدون المعارك الجسدية مثيرة ويعتقدون أن عملية التعذيب مثيرة للاهتمام.
أما بالنسبة للمرضى النفسيين، فقد أشارت الدراسات إلى أن ما يصل إلى 1 من كل 22 شخصًا يمكن أن يصاب بهذه الحالة، مما يعني أننا من المحتمل أن نمر عبر الكثير من هؤلاء الأفراد خلال يومنا هذا.
والاعتلال النفسي هو اضطراب نفسي عصبي يتميز بنقص الاستجابات العاطفية، ونقص التعاطف، وضعف الضوابط السلوكية، وعادة ما يؤدي إلى الانحراف المستمر المعادي للمجتمع والسلوك الإجرامي.
ولكن حذر الباحثون من أن هذا النوع من التحقيق في دراسة العلاقة بين تفضيلات الذوق والشخصية لا يزال في بداياته.
وقالوا إنه على الرغم من إمكانية إثبات بعض الارتباطات، إلا أن "الأدلة لا تزال نادرة"، ولمجرد أن شخصًا ما يستمتع بالأطعمة المرة، لا يعني بالضرورة أنه سيظهر تلك السمات المذكورة أعلاه.
واعترف الباحثون أيضًا بالفرق المهم بين التفضيل والممارسة.
وشددوا على أن بعض الناس يتجنبون تناول الأطعمة المرغوبة باهظة الثمن أو المسببة للسمنة، بينما يستهلكون أطعمة أخرى لتكون اجتماعية أو صحية.
كما لاحظوا أيضًا أن المواد الغذائية الشائعة مثل الفلفل الحار والبيرة والنبيذ والقهوة تكون مكروهة في البداية، ولكنها تصبح أذواقًا مكتسبة من خلال التعرض والعواقب الاجتماعية.
وهناك أيضًا مسألة الحساسية الغذائية، بالإضافة إلى الخبرة، والتي يمكن أن تنتج أحيانًا عن الاستهلاك غير المقصود.
ومن المثير للاهتمام أن دراسات أخرى زعمت أن الأشخاص الذين يفضلون الأطعمة الحلوة قد يظهرون المزيد من "السلوكيات الاجتماعية الإيجابية"، والتي تشمل الأفعال الإيجابية مثل المساعدة والمشاركة والعناية بالآخرين.
إشارة الى أنه من المهم عدم التشخيص الذاتي أو تشخيص الآخرين باضطرابات الشخصية. إذا كنت أنت أو أحد أفراد أسرتك تعاني من مشاكل في الصحة العقلية، فيرجى طلب المساعدة من أحد الاختصاصيين.