انتحرت جندية شابة بشكل مأساوي بعد أن أخضعها قائدها للتحرش الجنسي بلا هوادة، وأرسلت إليه سلسلة من الرسائل تتوسل إليه بالتوقف وتحذره من أنه يضر بصحتها العقلية.
وتوصل تحقيق رسمي في وفاتها إلى أن جندية المدفعية الملكية غايسلي لويز بيك، البالغة من العمر 19 عامًا، انتحرت بعد "فترة مكثفة من السلوك غير المرغوب فيه" من رئيسها الذي يواجه الآن التسريح من الجيش، وفق ما نقل موقع
دايلي ميل.
وعلى الرغم من النتائج الدامغة، فقد مُنح الضابط الكبير عدم الكشف عن هويته، وتم تنقيح نسخة من التقرير التي تم نشرها للجمهور - مما أدى إلى حجب سلسلة من التفاصيل الأساسية.
ويتضمن التقرير سلسلة من الرسائل النصية التي أرسلتها غونر بيك إلى الضابط الكبير - رئيسها المباشر - والتي تقدم نظرة مروعة على حالتها العقلية المتدهورة والمحاولات اليائسة لمنعه من مضايقتها.
وفي تشرين الثاني 2021، أرسل لها رئيسها أكثر من 3500 رسالة واتساب وبريد صوتي وصف فيها مدى رغبته في إقامة علاقة معها. وفي وقت ما، قام غونر بيك بصياغة رسالة وصفت فيها الضابط بأنه "متملك ومختل عقليا".
ويسلط التقرير الضوء أيضًا على الفرص الضائعة لمنع وقوع المأساة. في 9 كانون الأول، قبل أقل من أسبوع من وفاتها، يبدو أن غونر بيك عانت من "نوبة ذعر شديدة".
كما وصفت "مشاعرها الانتحارية" لزميل لها، والذي قدّم فيما بعد أدلة إلى التحقيق، وناقش كيف كانت تعاني من "الرعب الليلي".
في 15 تشرين الثاني، أرسلت غونر بيك رسالة إلى الرجل كتبت فيها: "لا يمكنك الاستمرار في فعل هذا بي... لقد خرجت للتو من علاقة والآن أشعر وكأنني في علاقة مرة أخرى".
وبحلول أوائل الشهر التالي، وصل تسامح غونر بيك مع مضايقاته المستمرة إلى الحد الأقصى وأرسلت إليه رسالة نصية تقول: "ليس من الطبيعي ما تشعر به... لكن لا يمكنني أن أكون هناك لدعمك في هذا الأمر بسبب الطريقة التي تشعر بها تجاهي... أنا هي القضية الرئيسية ولا أستطيع التعامل معها بعد الآن وإنها تثقل كاهلي".
في 7 كانون الأول، طلبت إبعادها من مهمة في ذلك المساء لأنها لم تعد قادرة على التعامل مع سلوكه تجاهها.
وفي رسالة صاغتها وصفت أفكاره تجاهها بأنها "تملكية"، رغم أنها حذفت الكلمات لاحقًا.
ووصفت في الرسالة النصية التي أرسلتها شعورها بأنها محاصرة بسبب أفعاله وقالت إنها تحدثت إلى عائلتها حول الوضع وكانوا قلقين.
وأوضحت رسالتها أنها انفجرت في البكاء، وأضافت: "الحقيقة هي أنني أجد صعوبة في التعامل مع كل هذا، وهو يؤثر سلبًا على صحتي العقلية لأسباب عديدة محتملة... أنا بحاجة إلى وقت مستقطع."
ووجد التقرير أن سلوك رئيس غونر بيك المباشرة كان "من شبه المؤكد" أنه "عامل سببي" في وفاتها في لاركهيل كامب، ويلتشير في كانون الأول 2021. وقال تحقيق للجيش إن رئيسها أراد أن يبدأ علاقة جنسية مع السيدة بيك، التي أخبرته أنها كانت بالفعل مع شخص ما ولم ترد بالمثل على مشاعره.
وخلص التقرير إلى أن: "العلامات التحذيرية المتعلقة بالصحة العقلية كانت موجودة بوضوح في الأسابيع التي سبقت وفاتها، ولكن تم تجاهلها، على الأرجح بسبب عدم كفاية الوعي بمسائل الصحة العقلية بين الموظفين الذين عرفتهم".
وذكر بعض الشهود أيضًا أنهم يعتقدون أنه لا تزال هناك وصمة عار مرتبطة بطلب المساعدة في مشاكل الصحة العقلية في الجيش.
وقد تمت بالفعل معاقبة جندي آخر قيل إنه اعتدى جنسياً على غونر بيك أثناء خروجهما في إحدى الليالي.