سرطان الثدي والحمل... إليك كل ما يجب معرفته عن الاصابة والعلاج والرضاعة!

غالبًا ما يكون الحمل وقتًا مليئًا بالترقب والفرح. ومع ذلك، بالنسبة لبعض النساء، قد يجلب أيضًا تحديات صحية غير متوقعة. 

في حين أن تشخيص الإصابة بسرطان الثدي أثناء الحمل أمر نادر، فمن الممكن أن يحدث في حوالي حالة واحدة من بين كل 3000 حالة حمل، وفقًا للمعهد الوطني للسرطان (NCI). 

وعندما يحدث ذلك، يمكن أن يكون تجربة مخيفة ومرهقة. ولحسن الحظ، فإن العديد من علاجات سرطان الثدي آمنة لكل من النساء وأطفالهن أثناء فترة الحمل.

"إن تشخيص الإصابة بسرطان الثدي أثناء الحمل هو أمر نادر نسبيًا، ولكنه أمر يتزايد في تواتره حيث أن النساء بشكل عام تصبحن حوامل في وقت متأخر قليلاً من حياتهن عما كان عليه الحال قبل سنوات عديدة،" تشرح إيريكا إل. ماير، دكتوراه في الطب وطبيبة أورام الثدي في معهد دانا فاربر للسرطان في بوسطن، ماساتشوستس. 

والواقع أن تقارير مركز بيو للأبحاث تشير إلى أن 53% من النساء في أوائل الأربعينيات من العمر في عام 1994 أنجبن طفلهن الأول في سن الرابعة والعشرين، ولكن هذا العدد انخفض إلى 39% بحلول عام 2014، ويبدو أن هذا الاتجاه مستمر، "نظرًا لأن خطر الإصابة بسرطان الثدي يميل إلى الزيادة في الثلاثينيات، وهذا يتوافق مع الوقت الذي تصبح فيه المرأة حاملاً، فإننا نشهد حالات أكثر مما كانت عليه في السنوات الفائتة".
هل تتساءلين أو تقلقين بشأن تشخيص سرطان الثدي أثناء الحمل؟... خبراء يتحدثون عن العلاجات الآمنة خلال هذا الوقت وما الذي يجب على النساء مراعاته.

كيف يتم تشخيص سرطان الثدي أثناء الحمل
خلال فترة الحمل، يخضع جسمك لتغييرات، حيث يتوسع الرحم، ويضخ قلبك المزيد من الدم، ويخضع ثدييك لتغييرات للتحضير لإنتاج الحليب والرضاعة الطبيعية. هذه التغيرات في الثدي على وجه الخصوص هي التي قد تجعل من الصعب اكتشاف كتلة قد تكون سرطانية أثناء الحمل.

وتقول الدكتورة ماير: "قد يكون من الصعب التشخيص لأنه أثناء الحمل هناك العديد من التغيرات الفسيولوجية الطبيعية التي تحدث لأنسجة الثدي والتي يمكن أن تحاكي الإحساس بوجود كتلة في الثدي". 

بالإضافة إلى ذلك، تكون النساء الحوامل في بعض الأحيان أصغر من أن يتم فحصهن بشكل روتيني لسرطان الثدي باستخدام تصوير الثدي بالأشعة السينية - في حين دعت فرقة العمل المعنية بالخدمات الوقائية بالولايات المتحدة (USPSTF) مؤخرًا إلى بدء تصوير الثدي بالأشعة السينية الروتينية في سن الأربعين، فإن التوصية الحالية هي البدء في تلقي تصوير الثدي بالأشعة السينية في سن الخمسين بالنسبة للنساء المعرضات لخطر متوسط، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.


ومع ذلك، إذا شعرت بأي كتلة جديدة في أنسجة الثدي أثناء الحمل ولا تختفي، فمن الحكمة دائمًا لفت انتباه طبيبك إليها، كما تقول الدكتورة ماير. قد لا يكون الأمر خطيرًا، ولكن من الأفضل أن تكوني آمنة وأن يتم فحصه.

سيقوم طبيبك بفحص الثدي وقد يقوم بإجراء خزعة، مع أخذ عينة من أنسجة الثدي بإبرة لاختبار الخلايا السرطانية، وفقا لجمعية السرطان الأميركية (ACS). إذا كانت النتائج غير واضحة، فقد يقترح طبيبك إجراء عملية جراحية بسيطة.

قد يحتاج طبيبك أيضًا إلى إجراء اختبارات تصوير مثل تصوير الثدي بالموجات فوق الصوتية أو تصوير الثدي بالأشعة السينية. 

وعلى الرغم من أن تصوير الثدي بالأشعة السينية يستخدم كمية صغيرة من الإشعاع، إلا أنه يركز على منطقة الثدي، لذلك يعتقد أنه آمن أثناء الحمل، وفقًا لـ ACS. سيضع مقدم الرعاية الصحية الخاص بك درعًا من الرصاص فوق بطنك لمزيد من الحماية لطفلك.

ولا يتم استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي كثيرًا أثناء الحمل، "لكي يظهر التصوير بالرنين المغناطيسي في الثدي الأشياء حقًا، نحتاج إلى استخدام التباين، ونحاول تجنب ذلك أثناء الحمل"، تشرح جينيفر ك. ليتون، دكتوراه في الطب، أخصائية أورام الثدي في مركز إم دي أندرسون للسرطان في هيوستن، تكساس. ويتم حقن صبغة التباين في الدم للمساعدة في جعل الصور التي يتم التقاطها أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي أكثر فائدة، ولكن تم ربطها بتشوهات في أجنة حيوانات المختبر، لذلك لا يوصي الأطباء عادةً بها أثناء الحمل، كما تقول ACS.

وبناءً على نتائج الاختبار، سيتمكن طبيبك من تحديد ما إذا كنت مصابة بسرطان الثدي ومعرفة المزيد عن الورم المحدد لديك، بما في ذلك نوع سرطان الثدي ومدى تقدمه، حيث تساعد هذه المعلومات في تحديد العلاجات الأكثر فعالية.

علاج سرطان الثدي أثناء الحمل
إذا اكتشفت أنك مصابة بسرطان الثدي أثناء الحمل، فمن المحتمل أن يكون اهتمامك الأول هو صحة طفلك الذي ينمو. 

من المطمئن أن مجرد الإصابة بسرطان الثدي لا يُعتقد أنها ضارة بالجنين، ولا يمكن أن ينتشر السرطان إلى الطفل، كما تقول الدكتورة ماير، "ومع ذلك، إذا تم تشخيص إصابة الأم بسرطان الثدي أثناء الحمل ولم تتلقى العلاج المناسب، فقد يتفاقم السرطان ويخلق مشاكل صحية كبيرة لها، لذلك من المهم أن يتم علاجه بشكل مناسب من أجل تحسين صحة الأم، وحماية صحة الطفل."

وبمجرد تشخيص سرطان الثدي، ستعملين أنت وفريق الرعاية الصحية الخاص بك معًا لوضع خطة علاجية. 

وتعتمد العلاجات التي يوصي بها طبيبك على عوامل عدة، بما في ذلك نوع سرطان الثدي الذي تم تشخيص إصابتك به، ومرحلة السرطان، ومدى تقدمك في الحمل. لحسن الحظ، هناك العديد من الخيارات التي يمكنها علاج سرطان الثدي بشكل فعال أثناء الحمل وتكون آمنة لك ولطفلك.

وتقول الدكتور ليتون: "إذا عولجت المرأة في الوقت المناسب باستخدام علاجات مماثلة مستخدمة في مرضى سرطان الثدي غير الحوامل، فإننا لا نرى اختلافات في الاستجابات للعلاج أو في البقاء على قيد الحياة". 

لا يوجد أيضًا أي دليل على أن إنهاء الحمل سيؤدي إلى تحسين البقاء على قيد الحياة بشكل عام أو نتائج الإصابة بالسرطان، وفقًا لـ ACS.

ومع ذلك، هناك بعض القيود على أنواع العلاجات التي يمكن استخدامها بأمان أثناء الحمل. 


الجراحة أثناء الحمل
بينما يحاول بعض الأطباء تجنب الجراحة قبل الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، يمكن إجراء العلاج الجراحي بشكل عام بأمان في أي ثلاثة أشهر من الحمل، كما تقول الدكتورة ماير. 
عند النساء الحوامل المصابات بسرطان الثدي، غالبًا ما تُستخدم الجراحة لإزالة الثدي المصاب بالسرطان بالكامل، وفقًا للمعهد الوطني للسرطان، إلى جانب العقد الليمفاوية القريبة تحت الذراع. 

في بعض الحالات، قد يكون من الممكن أيضًا إزالة المنطقة السرطانية فقط والحفاظ على بقية الثدي. ماذا عن التخدير وأدوية التخدير الأخرى المستخدمة أثناء الجراحة؟ وفقًا للباحثين، فهي آمنة بشكل عام للطفل، مع عدم وجود زيادة في خطر الإصابة بالعيوب الخلقية. 

ويقول المعهد الوطني للسرطان إنه بالنسبة لبعض النساء، يتبع الجراحة أشكال أخرى من العلاج لضمان قتل جميع الخلايا السرطانية.

العلاج الكيميائي أثناء الحمل
تعتبر العديد من العلاجات، مثل العلاجات الكيميائية المختلفة، آمنة خلال الثلثين الثاني والثالث فقط من الحمل بسبب المخاطر المحتملة للعيوب الخلقية عند استخدامها مبكرًا. 

وتوضح الدكتورة ماير: "الثلث الأول من الحمل هو الفترة التي يحدث فيها الكثير من نمو أعضاء الجنين، لذلك لا يمكن تقديم علاجاتنا المنهجية التي تؤثر على الجسم بأكمله إلا في الثلث الثاني أو الثالث بعد اكتمال نمو الأعضاء"، مضيفة ان "بعد الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، لم يثبت أن العلاج الكيميائي له أي تأثير سلبي على صحة الحمل."
العلاج الإشعاعي أثناء الحمل
بعض العلاجات ليست آمنة في أي وقت من الحمل وعادةً ما يتم تأخيرها حتى بعد الولادة. وتقول الدكتورة ليتون إن العلاج الإشعاعي هو أحد هذه العلاجات. قد تشمل المخاطر المحتملة للعلاج الإشعاعي الإجهاض والعيوب الخلقية وبطء نمو الجنين وزيادة خطر الإصابة بسرطان الأطفال، وفقًا لـ ACS.

العلاج الهرموني أثناء الحمل
يمكن أن تكون العلاجات الهرمونية، بما في ذلك العلاجات المضادة لهرمون الاستروجين، والعلاجات المضادة لـ HER2، وغيرها، فعالة للغاية في علاج أنواع معينة من سرطان الثدي، ولكن لا ينبغي استخدامها إلا بعد الولادة بسبب الضرر المحتمل على الحمل، كما يقول الدكتور ليتون، على سبيل المثال، أفادت دراسة في مجلة The Oncologist عن ارتفاع معدل العيوب الخلقية الشديدة لدى أطفال النساء الحوامل اللاتي استخدمن عقار تاموكسيفين، وهو دواء شائع الاستخدام لسرطان الثدي يعمل عن طريق منع تأثيرات هرمون الاستروجين المحفزة للنمو على بعض أورام سرطان الثدي. 

بالنسبة للنساء اللاتي تم تشخيصهن قبل الحمل، وجدت الأبحاث أن التوقف موقتًا عن الاستخدام طويل الأمد للعلاج الهرموني المستخدم لعلاج سرطان الثدي لإتاحة الوقت للمرأة للحمل وإنجاب طفل يبدو آمنًا ولا يزيد من المخاطر أن يعود السرطان، وفقا للمعهد الوطني للسرطان.

الرضاعة الطبيعية مع سرطان الثدي
هناك سؤال شائع آخر لدى النساء الحوامل المصابات بسرطان الثدي اللاتي لا تخضعن لعملية جراحية لإزالة ثدييهن وهو ما إذا كان بإمكانهن الرضاعة الطبيعية بأمان بعد ولادة الطفل. 

تقول الدكتورة ماير إن هذا يعتمد على مرضك المحدد ودورة العلاجظن وتتابع: "يمكن لبعض المرضى إنهاء جميع علاجات سرطان الثدي قبل ولادة الطفل، وإذا كان الأمر كذلك، فقد يكون هناك وقت للرضاعة الطبيعية بعد الولادة... قد تحتاج مريضات أخريات إلى تناول أدوية إضافية بعد الولادة، مثل علاجات الغدد الصماء، التي لا تتوافق مع الرضاعة الطبيعية في نفس الوقت."

بشكل عام، من المرجح أن يوصي طبيبك بعدم الرضاعة الطبيعية إذا كنت ستستمرين أو تبدأين علاج سرطان الثدي في فترة ما بعد الولادة، وذلك لأن العديد من أدوية سرطان الثدي، بما في ذلك العلاج الكيميائي والعلاجات الهرمونية والعلاجات المستهدفة، يمكن أن تنتقل إلى الطفل من خلال حليب الثدي، وفقًا لـ ACS. وحتى بعد إيقاف هذه العلاجات، قد يستغرق الأمر أشهرا عدة حتى يختفي هذا الخطر.

الحمل مرة أخرى بعد سرطان الثدي
والآن إليكم القليل من الأخبار الجيدة: الأبحاث واعدة للنساء اللاتي ترغبن في الحمل مرة أخرى في المستقبل بعد الإصابة بسرطان الثدي. 

وتقول الدكتورة ليتون إن الدراسات التي أجريت على مجموعات كبيرة من النساء المصابات بسرطان الثدي لم تظهر أي آثار سيئة على صحتهن (أو أطفالهن في المستقبل) إذا كان لديهن طفل آخر.

كما تقول إن "طبيبك قد يوصيك بالانتظار لمدة سنتين إلى ثلاث سنوات بعد تشخيص سرطان الثدي قبل الحمل مرة أخرى".

بالإضافة إلى ذلك، من المهم معرفة أن بعض أشكال علاج سرطان الثدي قد يكون لها تأثير موقت أو دائم على خصوبتك. قبل البدء في علاج سرطان الثدي النظامي بعد ولادة طفلك، تحدثي مع مقدمي الرعاية الصحية حول كيفية تأثير هذه العلاجات على قدرتك على الحمل في المستقبل وما إذا كان الحفاظ على الخصوبة، مثل تجميد البويضات، هو خيار يجب عليك استكشافه، وفق توصيات الطبيبة المتحدثة.


أخيرا، قد يؤدي تشخيص الإصابة بسرطان الثدي أثناء الحمل إلى مخاوف بشأن صحتك وصحة طفلك. لكن العلاج الفوري يمكن أن يساعد في حماية صحتك وصحة حملك. 

اعملي مع فريق الرعاية الصحية الخاص بك لاستكشاف خيارات العلاج الآمنة لك ولطفلك اعتمادًا على العوامل الصحية المحددة لديك.

المصدر