كلما زاد عدد الرجال الذين يستخدمون هواتفهم المحمولة، انخفض تركيز الحيوانات المنوية لديهم، وفقا لدراسة جديدة مثيرة للقلق.
"لكن احتفظوا بالهاتف يا رفاق، لأن الأمل على المحك" - حيث ثبت أن تقنيات الهاتف المحمول الحالية تنتج ترددات أقل ضررًا من الأجهزة الخلوية المبكرة، وفق ما نقل موقع
نيويورك بوست.
وكشف التقرير الجديد، الذي نشر في مجلة الخصوبة والعقم، أن الرجال الذين يستخدمون هواتفهم المحمولة بانتظام - لإجراء المكالمات أو التحقق من البريد الإلكتروني أو أي نشاط يتطلب اتصالاً محمولاً - لديهم تركيز أقل من الحيوانات المنوية بنسبة 20٪ مقارنة بأولئك الذين لا يستخدمونها.
وأظهرت الأبحاث مرارًا وتكرارًا أن جودة السائل المنوي انخفضت على مدار الخمسين عامًا الفائتة، وهو ما أرجعه الخبراء إلى مجموعة من التغيرات البيئية ونمط الحياة، ومع ذلك لم يتم تحديد دور الهواتف المحمولة بعد.
وكتب الباحثون: "لقد زاد استخدام الهواتف المحمولة بشكل كبير في العقود الأخيرة، وهناك قلق متزايد بشأن الآثار الضارة المحتملة للمجالات الكهرومغناطيسية للترددات الراديوية (RF-EMFs) المنبعثة من هذه الأجهزة على صحة الإنسان وخاصة على الوظائف الإنجابية".
ولاختبار صحة هذا القلق، تعاون باحثون من جامعة جنيف مع المعهد السويسري للصحة الاستوائية والعامة لجمع البيانات وعينات السائل المنوي من 2886 رجلاً تتراوح أعمارهم بين 18 و22 عامًا.
وقدم المتطوعون استبيانًا حول استخدامهم للهواتف المحمولة وأين يضعونها عندما لا تكون في أيديهم.
ووجد أن أولئك الذين استخدموا أجهزتهم أكثر من 20 مرة في اليوم لديهم تركيز أقل بنسبة 21٪ من الحيوانات المنوية مقارنة بأولئك الذين لم يستخدموا هواتفهم أكثر من مرة واحدة في الأسبوع.
ومع ذلك، لاحظ مؤلفو الدراسة أن العلاقة بين استخدام الهاتف الخليوي وخصائص الحيوانات المنوية كانت أكثر وضوحًا خلال المسح الأول، بين عامي 2005 و2007، وانخفضت تدريجيًا في فترات بحثية لاحقة، حتى انتهت تقاريرهم في عام 2018.
وقال مارتن روزلي، الأستاذ المشارك في TPH السويسرية: "يتوافق هذا الاتجاه مع الانتقال من 2G إلى 3G، ثم من 3G إلى 4G، مما أدى إلى انخفاض في قوة نقل الهواتف".
وتوضح ورقتهم البحثية أن الأجيال الأحدث والأكثر كفاءة من شبكات الهاتف المحمول لديها طاقة إنتاج RF-EMF أقل بمئات المرات من 2G - ويأمل الباحثون أن تستمر تقنيات الهاتف الجديدة، بما في ذلك ظهور 5G، في هذا المسار.
وفي الوقت نفسه، لم يجد العلماء أي ارتباط بين مكان تخزين الرجال لهواتفهم المحمولة - في جيوب 85.7% منهم - ولا يبدو أنه يسبب انخفاضًا في مؤشرات السائل المنوي. ومع ذلك، فإن مجموعة الرجال الذين أبلغوا عن الاحتفاظ بهواتفهم في مكان آخر، بعيدًا عن الجسم، كانت صغيرة جدًا بحيث لا يمكن استخلاص أي استنتاجات قوية.
ودعا الباحثون إلى تجديد المبادرات البحثية حول خصوبة الرجال واستخدام الهواتف المحمولة بينما نقوم بتطوير شبكات الهاتف المحمول الأكثر تطوراً، كما افترضت المؤلفة الأولى للدراسة، ريتا رحبان.
"هل الموجات الدقيقة المنبعثة من الهواتف المحمولة لها تأثير مباشر أم غير مباشر؟ هل تسبب ارتفاع كبير في درجة حرارة الخصية؟ هل تؤثر على التنظيم الهرموني لإنتاج الحيوانات المنوية؟ قال الرحبان: "كل هذا لا يزال يتعين اكتشافه".