البولونيوم الذي رجح خبراء سويسريون ان يكون الزعيم الفلسطيني التاريخي ياسر عرفات قد توفي مسموما به، هو مادة مشعة بالغة السمية تسمم بها في 2006 الكسندر ليتفيننكو الجاسوس الروسي السابق الذي اصبح فيما بعد معارضا للرئيس فلاديمير بوتين.
البولونيوم هو عنصر كيميائي طبيعي موجود في معدن اليورانيوم (بشبلاند) وقد كشفته ماري كوري في 1998 ، ويستخدم كمصدر اشعاع الفا في الابحاث والطب، لكنه ايضا مصدر تدفئة في المركبات الفضائية.
الا انه يبقى نادرا جدا، مع جزء من مليار غرام من البولونيوم كحد اقصى في عشرة غرامات من اليورانيوم. وانتاجه يتطلب مفاعلا نوويا ويقدر باقل من مئة غرام سنويا على المستوى العالمي غالبيته العظمى مصدرها روسي.
والبولونيوم قابل للذوبان وعلى درجة عالية من السمية في جرعات صغيرة جدا عبر الاستنشاق او عبر المعدة، وهو عنصر خطر للغاية يتطلب استعماله تجهيزات خاصة واجراءات صارمة. وهو كاف لوحده للتسبب بسرطانات عبر استنشاقه لدى حيوانات المختبر.
وفي تشرين الثاني 2006 اثارت وفاة الكسندر ليتفيننكو مسموما بمادة البولونيوم ليكون اول ضحية معروفة ل"اغتيال اشعاعي" بحسب خبراء ازمة دبلوماسية بين بريطانيا وروسيا.
وقد توفي ليتفيننكو الذي انشق عن اجهزة الاستخبارات الروسية ولجأ الى لندن، بعد ثلاثة اسابيع من تناوله الشاي مع عميل روسي سابق اخر. فقد اصيب كبده ونخاعه العظمي بجرعات كبيرة من الاشعاعات وفقد شعره في ايام قليلة.
وفي حالة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، لم تتوفر مطلقا اي معلومات طبية واضحة حول اسباب وفاته في 11 تشرين الثاني 2004 في مستشفى عسكري فرنسي. وكان قد ادخل الى ذلك المستشفى في اواخر تشرين الاول بعد معاناته من الام في المعدة بدون حرارة في مقره برام الله حيث كان يعيش محاصرا من الجيش الاسرائيلي منذ كانون الاول 2001.